المتتبع للسياسة الإيرانية، وخفاياها، يعرف بأن الإرهاب الذي تمارسه على
أرض الواقع يشكل جزءًا مهما في السياسة، وهو ما يسمى بـ»إرهاب الدولة»،
وهذا النوع من الإرهاب هو أخطر من غيره، – سواء – كان إرهاب تنظيمات، أو
إرهاب الأعمال الفردية.
لعل من أهم، وأخطر ما تضمنه التقرير الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم في عام 2014 م، والذي نشرته السيد زهرة في شبكة البصرة – قبل أيام -، هو الجزء المتعلق بإيران، والإرهاب الذي تمارسه.
فالتقرير كما نشرته وسائل الإعلام باقتضاب، اعتبر أن إيران تظل من أكبر الدول الراعية للإرهاب، والداعمة له في منطقة الشرق الوسط، والعالم.
ويقدم التقرير – أيضا – رصداً ليس تفصيليا تماما؛ لكنه كاف لرسم صورة عن الإرهاب الذي تمارسه إيران، ودورها التخريبي في المنطقة، والعالم.
ويمكن تلخيص أهم ما جاء في التقرير في النقاط الثلاث التالية: أولا: يقول التقرير، إن إيران واصلت أنشطتها الإرهابية في عام 2014م، وقامت بدعم الجماعات الإرهابية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
ويبرز التقرير – بصفة خاصة – دور إيران الإرهابي، والجماعات الإرهابية التي تدعمها في سوريا، ولبنان، والعراق .
ويؤكد أن إيران لا تدعم الجماعات الإرهابية في هذه الدول – فقط -، وإنما تدعم جماعات، ومليشيات أخرى في المنطقة .
ويتوقف – بصفة خاصة – عند دور إيران الإرهابي في العراق، ويقول بهذا الصدد: «إنه على الرغم من زعم إيران أنها تدعم الاستقرار في العراق، فقد زادت من تسليح، وتمويل، وتدريب المليشيات الشيعية في العراق، وبعضها مصنف ضمن الجماعات الإرهابية».
ويسجل التقرير أن هذه المليشيات الشيعية المدعومة من إيران، فاقمت التوترات، والاحتقان الطائفي في العراق، – وبالإضافة إلى هذا -، فقد ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان، – وخصوصا – ضد المدنيين السنة. ثانيا : يسجل التقرير أن إيران تستخدم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني؛ لتطبيق أهداف سياستها الخارجية، والقيام بعمليات مخابراتية سرية، وإشاعة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ويقول التقرير: إن فيلق القدس بالحرس الثوري، هو الأداة الأساسية بيد النظام الإيراني في ممارسة، وفي دعم الإرهاب في الخارج. ثالثا : يشير التقرير – كذلك – إلى أن أنشطة إيران الإرهابية هي، والقوى العميلة، والتابعة لها لا تقتصر على منطقة الشرق الأوسط – فقط -، وإنما تمتد الى مناطق أخرى في العالم، كقارت أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية.
في المقابل، فقد ذكرت صحيفة « واشنطن تايمز « الأمريكية: أن إيران تنفق مليارات الدولارات ؛ لملء جيوب الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك في اليمن، وسوريا، ولبنان، وقطاع غزة. وبحسب ما نشرته الصحيفة – قبل أيام – ؛ فإن ميزانية الدفاع الإيرانية تتراوح بين « 14 و30 « مليار دولار في السنة، ويذهب كثير من هذا المال؛ لتمويل الجماعات الإرهابية، والمقاتلين المتمردين في جميع أنحاء المنطقة، وذلك وفقاً لتقرير خدمة أبحاث الكونجرس، التي أُجرِيَ بناءً على طلب من – السيناتور الجمهوري – مارك كيرك.
وتعطي المعلومات التي نشرتها « واشنطن تايمز « تقديرات لكل مجموعة من المجموعات التي تدعمها إيران.
ويقدر الباحثون أن إيران تنفق ما بين « 100 و200 « مليون دولار سنوياً على حزب الله اللبناني، و « 3.5 « مليار دولار سنوياً ؛ لدعم نظام بشار الأسد، وما بين « 12 و26 « مليون دولار سنوياً على الميليشيات الشيعية في سوريا، والعراق، و» 10 إلى 20 « مليون دولار لدعم الحوثيين سنوياً، وعشرات الملايين سنوياً ؛ لدعم حماس في غزة .
وتقول الصحيفة : إن إيران تدفع للمقاتلين المدعومين من قِبَلها في سوريا ما بين « 500 إلى 1000 « دولار شهريا للقتال إلى جانب قوات الأسد .
وقد كشف المقاتلون الأفغان في سوريا، عن تلقيهم التدريب في إيران؛ من أجل القتال في سوريا، حيث يحصل هؤلاء المتشددون على رواتب من طهران، تتراوح قيمتها بين « 500 و1000 « دولار شهرياً.
ورغم وضوح سياسة إيران في ممارسة إرهاب الدولة، ودعم الجماعات الإرهابية، فإن ضعف الموقف الدولي، والإقليمي ؛ ولاعتبارات تتعلق بسياسات الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، مكنت من إيران أن تكون المركز الإقليمي للشرق الأوسط، والدولة العبثية في المنطقة، وذلك عبر ركائز رسمتها سياستها الخارجية منذ الثورة الخمينية في عام 1970 م ؛ لتتشكل من خلالها خارطة عسكرية جديدة للمنطقة، تحضر فيها إيران مناطف نفوذ واسعة.
إن كل فعل جرمي يستهدف المدنيين الأبرياء من قتل، أو خطف باستخدام وسائل دنيئة ؛ تحقيقا لأهداف غير نبيلة، يعتبر إرهابا دوليا، وذلك وفق التفسير القانوني لفقهاء، وخبراء القانون، ولذا فإن الحملة العالمية ضد إرهاب النظام الايراني، يجب أن تُطالب من مجلس حقوق الإنسان في جنيف ؛ لإدانة أعمال الإرهاب للنظام الإيراني، – وخصوصا – دوره في تمويل الجماعات المتشددة، مثل: داعش، وغيرها من صور الإرهاب العالمي، والذي فضح مخططهم – المرجع الشيعي اللبناني البارز – علي الحسيني، عندما قال: «إن المخطط الإيراني الأسود، الذي تستهدف طهران به زعزعة الأمن، والاستقرار في المملكة العربية السعودية – اليوم -، ونحن نشهد حدوث هجمات متفرقة لتنظيم داعش ضد السعودية، جاءت متفقة، ومتناسقة مع الخط العام للدور المنوط بهذا التنظيم، فإننا يجب أن ننتبه – جيدًا – إلى أن معظم مقاتلي تنظيم داعش، قد زاروا إيران، أو قد جاؤوا من خلالها، حيث ثبت أن هناك تأشيرات إيرانية على جوازات سفرهم». بقي القول: إن البدء بحملة عالمية ضد إرهاب نظام إيران، وفضح الأعمال الإجرامية الإرهابية التي ينفذها النظام الإيراني، وأعوانه، ومرتزقته في المنطقة، – إضافة – إلى تهديدها الأمن، والسلام – الدوليين -، والديمقراطية، وحقوق الإنسان في الداخل، والخارج، أصبح أمرا واقعا، وحقا مشروعا، لا يمكن التخلي عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق