أعلنت منظمة الصحة العالمية تشكيل "فريق طوارئ"
لمواجهة تفشي فيروس "زيكا" الذي يربط العلماء بينه وبين ولادة آلاف الأطفال
بأمخاخ صغيرة في العالم، فما هو هذا الفيروس الخطير؟
“انتقل من مرحلة التهديد البسيط
إلى التهديد المثير للقلق”، هكذا حذرت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
من فيروس “زيكا”، وهو اسم جديد أخذ بالانتشار بشكل مثير للرعب، فلم يكد
العالم يحقق خطوات في القضاء على فيروس كورونا، حتى بدأ “زيكا” يثير الهلع
في أمريكا الوسطى والجنوبية.
منظمة الصحة العالمية، حذرت من
أن ما بين 3 إلى 4 ملايين شخص قد يصابوا بفيروس زيكا في الأمريكتين خلال
العام 2016، أغلبهم لن تظهر عليهم أعراض المرض، فيما يرتبط الفيروس بعدم
اكتمال نمو المخ عند الأطفال حديثي الولادة.
حيث يزداد انتشاراً في كل من
البرازيل وكولومبيا وغواتيمالا وسلفادور وبنما على وجه الخصوص، مهدداً
النساء الحوامل والأجنة التي تولد بتشوهات جسدية في حال كانت الأمهات
مصابات بالفيروس.
وارتفعت الخطورة مع تسجيل
كولومبيا أكثر من 11 ألف حالة مؤكدة من هذا الفيروس، فضلاً عن حوالي 2000
حالة محتملة، أكثريتها في منطقة الكاريبي، وفق تقرير صادر عن المعهد الوطني
للصحة.
وسجلت الكثير من هذه الحالات في
أوساط نساء حوامل (459 حالة مؤكدة، و101 أخرى محتملة)، ومن ثم يمكن
للفيروس أن يؤثر في صحة المولود عبر التسبب بتشوهات خلقية وحتى بالوفاة.
وأوصت الولايات المتحدة النساء
الحوامل بتفادي التوجه إلى كولومبيا، و13 بلداً آخر في أمريكا اللاتينية
ومنطقة الكاريبي بسبب تفشي وباء زيكا.
وطلبت الحكومة الكولومبية من
الأزواج المقيمين في البلاد تفادي حالات الحمل خلال الأشهر المقبلة؛ “بسبب
تفشي الفيروس، الذي من شأنه التسبب بتشوهات خلقية لدى المواليد الجدد”.
وفي البرازيل، أعلنت السلطات أن
عدد الأطفال المولودين بتشوهات خلقية، تتمثل في صغر حجم الرأس، بلغ 4 آلاف
طفل منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وفي أكثر المناطق تضرراً، بلغت نسبة
الاشتباه في الإصابة بصغر الرأس 1% من حديثي الولادة، وتُرجع السلطات زيادة
حالات ولادة أطفال صغيري حجم الرأس إلى انتشار فيروس زيكا.
وأصدرت منظمة الصحة لعموم
أمريكا تقريراً صنف كولومبيا في المرتبة الثانية بعد البرازيل في عدد
الإصابات، مع انتشار مخاوف من انتقاله إلى دول وقارات أخرى.
ما هو “زيكا”؟
تقول منظمة الصحة العالمية، إن
فيروس زيكا هو فيروس مستجد ينقله نوع من البعوض، تعرف علمياً بـ”البعوضة
الزاعجة المصرية”، التي تنقل أيضاً حمى “الدانغ” والحمى الصفراء، وقد
اكتُشف لأول مرة في أوغندا في عام 1947 في قرود الريص بواسطة شبكة رصد
الحمى الصفراء الحرجية، ثم اكتُشف بعد ذلك في البشر في عام 1952 في أوغندا
وجمهورية تنزانيا المتحدة. وسُجلت فاشيات فيروس زيكا في أفريقيا
والأمريكتين وآسيا والمحيط الهادئ.
ولا يوجد لقاح لعلاج فيروس زيكا
الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض، وفي الطفح الجلدي، وآلام
المفاصل، والتهاب الملتحمة، ولكن لم تظهر على 80% من المصابين بالفيروس أية
أعراض. وتظهر الأعراض في فترة تمتد بين 3 أيام و12 يوماً من اللسعة. ويمكن
للمرأة الحامل أن تنقل الفيروس إلى الجنين، وهو ما قد يصيبه بتشوهات أو قد
يؤدي إلى إسقاطه. وأعربت السلطات المعنية في الولايات المتحدة عن أملها في
بدء تجريب لقاح بشري ضد المرض بنهاية العام الجاري.
الوقاية والعلاج
يمثل البعوض وأماكن تكاثره
عاملاً مهماً من عوامل خطر العدوى بفيروس زيكا. وتعتمد الوقاية من المرض
ومكافحته على تقليص أعداد البعوض عن طريق الحد من مصادره (إزالة أماكن
تكاثره وتعديلها)، والحد من تعرض الناس للبعوض.
عادة ما يكون مرض فيروس زيكا
خفيفاً نسبياً، ولا يتطلب علاجاً محدداً، حسبما تؤكد منظمة الصحة العالمية،
ويجب على الأشخاص المصابين بفيروس زيكا أن يحصلوا على قسط كبير من الراحة،
وأن يشربوا كميات كافية من السوائل، وأن يعالجوا الألم والحمى باستخدام
الأدوية الشائعة. وفي حال تفاقم الأعراض يتعين عليهم التماس الرعاية
والمشورة الطبيتين. ولا يوجد حالياً لقاح مضاد لهذا المرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق