لم يجد قادة وزملاء المجند الشحات فتحى
شتا عزاءً يقدمونه لأهله، أفضل من أن يحكوا لهم قصة بطولته واستشهاده، بعدما فداهم
بروحه، بأن التحم بأحد الإرهابيين أثناء اقترابه من مقر الكتيبة 101 لتفجيرها، ونجح
فى إبعاده عن باقى أفرادها، حتى انفجرا معاً، ولم يتبق من جسد البطل أى جزء يمكن دفنه.
أمام منزل أسرة الشهيد، فى قرية رأس الخليج
التابعة لمركز شربين بالدقهلية، وقف قائد الكتيبة 12 شرطة عسكرية، اللواء مجدى محمد
غنيم، يحكى للأسرة قصة بطولة المجند، وخاطب والده «ابنك فخر لكم ولمصر كلها يا حاج،
لا تبكِ، عاوزكم ترفعوا راسكم فوق، فلولا ابنكم البطل لما كنا نحن هنا الآن».
وقال فتحى شتا، والد الشهيد، فى تصريحات
لـ«الوطن»: «زملاء ابنى طمأنوا قلبى بعد 24 يوماً من البحث، فبعد أن قدم قادته واجب
العزاء، حكوا لى كل شىء، وقالوا إنه شاهد أحد الملثمين يقترب من الكتيبة، وهو يرتدى
حزاماً ناسفاً، فتصدى له، ولم يهرب».
وأضاف «تمكن ابنى من سحب الإرهابى لمسافة
100 متر بعيداً عن الكتيبة، لإبعاد الخطر عن زملائه، وضحى بنفسه، عندما فجر الإرهابى
الحزام، ليقتل ابنى معه، والآن أنا مستريح، بعدما ظهرت الحقيقة»، فيما قالت الأم سهير
الدبشة، «ارتضينا قضاء الله، واحتسبناه شهيداً، لكن كنت أتمنى أن أدفنه بيدى، وأعرف
طريق قبره حتى أزوره».
ومن جهته، أطلق قادة وزملاء الشهيد 21 طلقة
«تحية الشهيد»، بعد أداء صلاة الجنازة عليه فى مسجد المليجى، أمس الأول، وأقامت الأسرة
سرادقاً لتقبل العزاء، بعد 24 يوماً من امتناعها عن تقبل العزاء فيه، لحين التأكد من
استشهاده، ما فشلت تحاليل الـ«دى إن إيه» فى تحقيقه، نظراً لتعرض الشهيد للانفجار مباشرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق