تفتخر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الأسبوعية
الساخرة باستفزاز الأديان الرئيسية في العالم والسياسيين والمشاهير، ومنذ تأسيسها عام
1970 رفعت الصحيفة لواء حرية التعبير وسخرت من كل ما يُسمى اللياقة السياسية.
وتفتخر الصحيفة باستفزاز الجميع على قدم
المساواة، من دون تمييز بينهم ولا خوف أو محاباة. ويضع رسامو الكاريكاتير والكُتّاب
في الصحيفة نصب أعينهم الأديان الرئيسية في العالم والسياسيين والمشاهير، رافعين لواء
حرية التعبير.
يذكر أن شارلي إيبدو ذات اتجاه يساري، تركز بشكل أساسي على رسوم الكاريكاتير وتنشر أحيانا تحقيقات حول المجموعات
الدينية واليمين المتطرف.
وسبق أن نشرت الصحيفة في أكثر من مرة رسوما
مسيئة للإٍسلام وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأثارت ردودا غاضبة في العالم الإسلامي.
قالت مصادر في الشرطة الفرنسية إن 12 شخصا
قتلوا وجرح عشرة آخرون بهجوم استهدف مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية
وقد
رفعت السلطات الفرنسية حالة التأهب في العاصمة باريس وضواحيها.
وأكدت المصادر نفسها أن الهجوم جرى بأسلحة
رشاشة، وأن بين القتلى شرطيين، وأن أربعة من الجرحى في حالة خطرة.
ونقلت الوكالة عن مصدر قضائي استقى المعلومة
أيضا من أحد الناجين، أن أربعة من أشهر مصوري الكاريكاتير بالصحيفة لقوا حتفهم بالهجوم،
ويعرفون بوولنسكي وشارب وكابو وتيغنوس.
ولم يعرف بعد مصير وهوية المهاجمين الذين
لاذوا بالفرار. ونقل مصدر في الشرطة عن شهود قولهم إن المهاجمين هتفوا بلغة فرنسية
فصيحة "انتقمنا للرسول!"، في إشارة إلى أن الصحيفة المعنية سبق أن نشرت رسوما
مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وقررت الحكومة الفرنسية رفع التأهب الأمني
إلى أقصى درجاته في العاصمة باريس ونواحيها، كما وضعت مقرات وسائل الإعلام والمجمعات
التجارية تحت حراسة أمنية مشددة.
فرنسوا هولاند ألقى كلمة في مكان الهجوم
الذي وصفه بأنه "إرهابي" (الفرنسية)
وقد زار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مقر
الصحيفة وندد بالهجوم واعتبره "إرهابيا"، وتعهد بالقبض على منفذيه وتوعدهم
بالعقاب.
وأكد هولاند في كلمة ألقاها أمام مقر الصحيفة
أن الهجوم "يمس صميم مبادئ الجمهورية الفرنسية، الذي هو الحرية وحرية التعبير".
وأضاف أن هذا الهجوم "ليس معزولا عن
العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا من قبل"، مشيرا إلى أنه سيعقد اجتماعا وزاريا
اليوم لبحث تداعيات هذا الهجوم.كما دعا أحزاب المعارضة للاجتماع به قبل أن يتوجه بخطاب
للفرنسيين لاحقا.
من جهته وصف رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون
الهجوم بأنه "بغيض" وأعلن وقوف بلاده "إلى جانب فرنسا في الحرب على
الإرهاب".
من جهته، قرر رئيس الوزراء مانويل فالس
رفع مستوى الإنذار في باريس وضواحيها إلى الحد الأقصى، أي "إنذار بوقوع هجمات".
كشف واعتقال
من جانب آخر، أعلنت رئاسة الحكومة استخدام
"كل الوسائل من أجل كشف واعتقال" المهاجمين، مشيرة إلى أنها وضعت وسائل الإعلام
والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت "حماية مشددة". يذكر أن هذا الهجوم
هو الأكثر دموية في فرنسا منذ أربعين عاما على الأقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق