أمير
دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يهدي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي
قلادة
لا يزور
الرئيس عبدالفتاح السيسي دولة الكويت الشقيقة طالبا لمنحة أو مساعدة مالية، ولا
ساعيا لمصالحة مع القيادة القطرية
..
فعلاقة
الكويت ومصر هي علاقة استراتيجية لا تتوقف عند حدود علاقة دولة مانحة بأخرى متلقية
.. كما أن ملف المصالحة قد حسم من قبل، وتقبلت مصر "الكبيرة" - قيادة وشعبا -
مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد قمة الرياض بترحاب
ويد ممدودة لمصافحة الجميع.
أما العنوان العريض لهذه الزيارة، فيمكن اعتباره وفقا
لما دار من حوارات خلال الساعات السابقة للزيارة بين جميع المسئولين الكويتيين
والوفد الإعلامي المصري الكبير الذي يشارك في تغطية الزيارة، هو أنها نقطة الانطلاق
لعودة مصر إلى ريادة وزعامة الأمة العربية، وحفل "تسليم وتسلم" مبكر لقيادة
الجامعة العربية من رئيسها الدوري الحالي متمثلا في دولة الكويت إلى مصر التي
تتسلم راية القيادة خلال القمة العربية التي تعقد في القاهرة خلال شهر مارس القادم.
وهذا التصور هو ما عبر عنه خاصة النائب الأول لرئيس مجلس
الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، مؤكدًا أهمية
استعادة مصر دورها الريادي والقيادي الذي ينعكس إيجابا على المنطقة العربية بأسرها
"ويمثل عاملا مساعدا لتخفيف الهزات التي تعرضت لها المنطقة" ومبينا ان
"مصر دائما وأبدا أبية بشعبها وقيادتها وأقوى من كل ما تتعرض له".
كما عبر عنه أيضا مرزوق على الغانم رئيس مجلس الأمة
الكويتي، مؤكدا في رسالة قوية وصريحة أن الأمة العربية لا يمكن أن تقاد إلا من
خلال مصر، وهو أمر لا يختلف حوله العرب جميعا، وأن تفعيل الدور المصري القائد من
جديد سيكون له انعكاس إيجابي على كل الدول العربية، ومعلنا أن الوقت بات مناسبا للتحرك
نحو إقامة محور خليجي مصري معبر عن التكامل السياسي والاقتصادي والعسكري
والاستراتيجي الفعلي بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، ومؤكدا انه سيكون المحور
الأقوى في المنطقة .
وقد وصل
الرئيس عبدالفتاح السيسي، عصر "الاثنين" إلى الكويت ليبدأ زيارته والتي تستمر
يومين، تلبية لدعوة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. ويرافق
الرئيس السيسي وزراء الخارجية، والبترول، والتعاون الدولي، والاستثمار، لبحث
دعم وتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والتوقيع علي اتفاقيات.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة
الجمهورية، إن زيارة الرئيس إلى دولة الكويت الشقيقة، تأتي في إطار المساعي التي
تبذلها مصر، لتعزيز العمل العربي المشترك وتطوير العلاقات بين الدول العربية.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن مباحثات الرئيس السيسي والشيخ
صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية
بين البلدين في المجالات كافة، وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام
المشترك.
كما يلتقي الرئيس، خلال زيارته مع كل من الشيخ
"نواف الأحمد الجابر الصباح"، ولىّ العهد، والشيخ "جابر المبارك
الحمد الصباح"، رئيس الوزراء الكويتي، والشيخ صباح الخالد الحمد الصباح،
النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت، ومرزوق على محمد الغانم
رئيس مجلس الأمة الكويتي، ويتضمن برنامج الرئيس كذلك عقد لقاءات مع عدد من رجال
الأعمال الكويتيين والمصريين لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وقبيل ساعات
من وصول الرئيس إلى مطار الكويت، التقى الوفد الإعلامي المصري برئيس مجلس الأمة
الكويتي الذي وصف زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت، بأنها زيارة تاريخية،
تكتسب أهميتها من توقيتها الذي يأتي وسط تحديات تحيط بالأمة العربية والإسلامية.
وقال: إن الجانب الاستثماري يمثل أحد النقاط المهمة على جدول أعمال الزيارة، لكنه
لا يعد البعد الوحيد، فعلاقة البلدين أكبر من ذلك بكثير، ومصر كانت موجودة دائما
عندما تحتاجها الكويت، وبالتالي ستكون الكويت موجودة عندما تحتاجها مصر.
أضاف
الغانم: أننا نعول كثيرًا على مؤتمر شرم الشيخ، وندعو الأخوة المصريين إلى
الاستعداد جيدا لهذا المؤتمر، والعمل على تسويق مشاريعه قبل انعقاد المؤتمر وليس
بعد بدءه. وأكد أن مصر تعد سوقًا جيدًا وجاذبًا يمتلك مقومات جيدة وواعدة. ودعا
إلى الإعداد الجيد للمؤتمر حتى يكون المطروح وقت انعقاده هو تنفيذ المشروعات وليس
تسويقها، حتى تتحول هذه المشروعات إلى واقع .
ودعا رئيس
مجلس الأمة الكويتي إلى تكوين محور خليجي مصري يعبر عن التكامل الاقتصادي والعسكري
والسياسي الفعلي بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر. وقال: إننا في أمس الحاجة الآن إلى
وجود هذا المحور ، ليكون رسالة إلى الجميع بأننا متحدون ومتفاهمون ومترابطون،
وأننا قوة اقتصادية وعسكرية وفكرية لا يستهان بها.
أضاف الغانم : أنني لا اتكلم عن اتفاقيات تعقد أو
بروتوكولات تصاغ، فما أكثر من الاتفاقات في الوطن العربي، لكنها لم تمنع دولة
عربية من احتلال دولة عربية أخرى.. لكنني اتكلم عن أمور واقعية يلمسها المواطن ،
فنحن نرى ان الاستثمارات الخليجية الإجدر بها أن تذهب الى مصر ، كما أن دول الخليج
هي الأحق يالتعاون العسكري والاستراتيجي مع مصر.
وأكد أن الجو مهيأ الآن أكثر من أي مرحلة سابقة لقيام
مثل هذا المحور، رغم الأخطار والتحديات التي تواجهها الأمة وتعيشها المنطقة. فمالم
نتحد ونتعاون لا يمكن لنا أن نواجه هذه الأخطار منفردين، ومن هنا تأتي أهمية الدور
المصري . فلا يمكن أن تقاد هذه الأمة إلا من خلال مصر ، وهذا أمر لا يختلف عليه كل
العرب. ومتى يتم تفعيل الدور القيادي المصري سيكون انعكاسه مباشرا وإيجابيا على
الأمة العربية بأكملها. وقال: لقد آن الأوان أن نترك كل الخلافات وننحيها جانبا
ونتوحد في مواجهة الأخطار المحيطة بنا، وفي مقدمتها خطر الأرهاب.
وأكد رئيس
مجلس الأمة الكويتي أن الاتحاد البرلماني العربي سوف يشارك في الانتخابات
البرلمانية المقبلة في مصر بصفة مراقب. وقال: إنه تلقى دعوة من الرئيس السيسي في
آخر لقاء بينهما لمشاركة الاتحاد البرلماني العربي الذي ترأس الكويت دورته الحالية
لمراقبة انتخابات مجلس النواب التي تجرى في مارس القادم .
كما أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي، أن الكويت قد وفت بكل
تعهداتها تجاه مصر فيما يتعلق بتحويل وديعة الملياري دولار التي وعدت بها لدعم
الاقتصاد المصري.
جاء ذلك ردا على سؤال "الوفد" حول ما إذا كان
هذا الأمر سيتم بحثه على جدول أعمال القمة المصرية الكويتية ؟.
وقال الغانم: صحيح أن جزءًا من هذا التعهد قد تعطل لفترة
عند عرضه على مجلس الأمة ، لكن تم الوفاء به بعد ذلك كاملا. وأضاف أن ذلك لم يتم
في إطار علاقة دولة مانحة بدولة متلقية، ولكن باعتباره التزاما من دولة شقيقة تجاه
دولة شقيقة.
وكان النائب
الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح قد أكد في
لقاء عقده مع الوفد الإعلامي مساء الأحد أن مصر ستشهد في العام الحالي العديد من
الاحداث المهمة التي ستؤكد على مكانتها الرائدة عربيا تتمثل بإجراء الانتخابات
البرلمانية واستضافة المؤتمر الاقتصادي لدعم الاستثمار في مصر ومؤتمر قمة جامعة
الدول العربية في شهر مارس المقبل.
وأعرب الشيخ صباح عن سعادته بهذه الزيارة والتي تعد
"غاية في الاهمية لاستكمال ما بدأه البلدان سواء على المستوى الثنائي أو على
مستوى القضايا الاقليمية والدولية".
وأكد أهمية استعادة مصر دورها الريادي والقيادي الذي
ينعكس إيجابا على المنطقة العربية بأسرها "ويمثل عاملا مساعدا لتخفيف الهزات
التي تعرضت لها المنطقة" مبينا أن "مصر دائما وأبدا أبية بشعبها
وقيادتها واقوى من كل ما تتعرض له".
وأوضح أن زيارة الرئيس السيسي ستفتح آفاقا مستقبلية
للعلاقات الثنائية، مشيرا إلى الزيارات التي قام بها الرئيس المصري المؤقت
المستشار عدلي منصور إلى الكويت سابقا والتي ساهمت بتعزيز العلاقات الثنائية فضلا
عن مشاركته في القمة العربية الافريقية وقمة جامعة الدول العربية.
وبين الشيخ صباح الخالد أن اللجنة العليا الكويتية -
المصرية المشتركة التي اختتمت اجتماعاتها مؤخرا في الكويت بحثت مختلف مجالات
التعاون، مشيرا إلى وجود فريق فني بين وزارتي الخارجية في البلدين يناقش جميع
المسائل المشتركة التي تخدم مصالح البلدين.
واعرب الشيخ صباح الخالد عن ثقته بعودة مصر ونهوضها
لسابق عهدها "وهي اكبر من أي امر يجعلها منغمسة في مشاكلها" مؤكدا أن
مصر بمخزونها الحضاري وثروتها البشرية وموقعها الجغرافي قادرة على التغلب على جميع
التحديات والمصاعب التي تواجهها.
وأوضح أن تعدد مصادر الاقتصاد في مصر وتنوعه سيساهم في
انطلاقتها، مشيرا إلى بدء مصر بتنفيذ عدد من المشاريع الكبيرة ضمن مدد زمنية محددة
"يطمئن الجميع على أن نهوض مصر أمر مفروغ منه".
وأكد الشيخ صباح الخالد حرص دولة الكويت على المشاركة في
المؤتمر الاقتصادي لدعم الاستثمار في مصر والذي سيعقد في شهر مارس المقبل دعما للاقتصاد
المصري مبينا ان "الكويت أعدت فريقا للمشاركة والمساهمة بفعالية عالية في
الفرص الاستثمارية الكبيرة والمتاحة في مصر".
وفيما يتعلق بالمصالحة بين قطر ومصر والتي تبنتها الكويت
والسعودية ثمن الشيخ صباح الخالد تعامل مصر مع اشقائها العرب واستيعابها لهذه
الامور بحكمة الشقيق الاكبر معربا عن الامل في تنفيذ كل ما اتفق عليه لما فيه من مصلحة
لجميع الاطراف.
واشار الى الدور الكبير لامير الكويت الشيخ صباح الاحمد
الجابر الصباح وجهوده الدؤوبة للم الشمل العربي إلى جانب جهود أخيه العاهل السعودي
الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في هذا المجال واثرها على المنطقة.
وعن خطر الإرهاب على الدول العربية قال الشيخ صباح
الخالد إن الإرهاب يداهم جميع دول المنطقة لاسيما العراق الذي يواجه جماعات
إرهابية متطرفة تستولي على جزء كبير من أراضيه وتعيق جهود الاشقاء في العراق
لإرساء الأمن والاستقرار.
واعرب عن سعادته للزيارات التي قام بها وزير الخارجية
المصري سامح شكري الى بغداد والكويت خلال الشهور الاربعة الماضية دعما لتوجهات
الحكومة العراقية "وهو دعم يمثل ضمانة لمواصلة هذه الجهود".
واشار الى قيام وفد عربي ترأسته دولة الكويت بصفتها
رئيسة الدورة الحالية للقمة العربية بزيارة إلى بغداد لنقل رسالة دعم وتأييد
للحكومة العراقية والتعبير عن الثقة بأنها ستكون حاضنة لكل مكونات الشعب العراقي
والانطلاق من هذه النقطة لمواجهة التهديدات الكبيرة التي تواجهها.
وحول الشأن السوري قال الشيخ صباح الخالد "إن ما
يحدث في سوريا من دمار مؤلم لن يقف عند حد سوريا بل سيكون له إفرازات وتداعيات على
المنطقة كلها" مشددا على ضرورة التحرك لوضع حد لهذه الازمة عبر الحل السياسي.
واوضح ان الكويت تستشعر أهمية استضافة روسيا لاجتماع يضم
المعارضة السورية في موسكو مستدركا "انه من الاجدر والانفع ان تكون هذه
المشاورات واللقاءات في الشقيقة الكبرى مصر استكمالا لدورها الممتد من العراق
وسوريا وليبيا ايضا لوقف تدهور الاوضاع فيها".
وعن الوضع في لبنان اوضح الشيخ صباح الخالد ان تداعيات
الوضع في سوريا أثقل كاهل الاشقاء في لبنان اضافة الى الفراغ الرئاسي الذي استمر
ثمانية أشهر علاوة على تعطل عمل مؤسسات الدولة ممثلة في الحكومة والبرلمان الامر الذي
يقتضي دعما وتأييدا عربيا لمساعدة لبنان "في حمل اعباء الاعداد الكبيرة من
الاشقاء السوريين على اراضيها وفي استكمال مسيرته الديمقراطية".
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية اوضح الشيخ صباح الخالد
ان الوفد العربي المشترك برئاسة الكويت حاول ان يستصدر قرارا من مجلس الأمن الدولي
يضع سقفا زمنيا للاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية "ولن تقف جهودنا عند
هذا الحد لدعم توجهات الشعب الفلسطيني" اذ ستشهد المرحلة المقبلة خطوات عربية
في هذا الصدد.
واشار الى اعتزام الوفد العربي التوجه في زيارات مقبلة
إلى اليمن وليبيا لنقل رسائل التأييد والدعم للوقوف مع الاشقاء في مواجهة مخاوفهم
والتهديدات التي تواجههم.
وفيما يتعلق ببيان الرياض والمصالحة بين قطر والسعودية
قال الشيخ صباح الخالد "كنت متواجدا في اجتماع الرياض ولم اسمع أن أمير دولة
قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني طلب مراجعة الوثيقة وهو المسئول الأول والأخير في
دولة قطر" مؤكدا أنه تم تجاوز هذه المرحلة "واذا كان هناك عوائق فمجلس
التعاون يستكمل متابعة هذا الموضوع".
وعن التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج
العربية أوضح الشيخ صباح الخالد أن للمجلس استراتيجية اقتصادية لها عشرة افرع منها
العملة الموحدة والسوق المشتركة والتعرفة الجمركية والنقل اذ وضع المجلس برنامجا
زمنيا لكل منها وسيبدأ بتطبيق بعضها في عام 2015 معربا عن الأمل أن يشهد هذا العام
انجازات تم بحثها خلال سنوات طويلة.
وفي الشأن
الاستثماري والتعاون الاقتصادي بين البلدين .. أعرب عبدالوهاب البدر مدير
الصندوق الكويتي للتنمية في لقاء مع الوفد الاعلامي المصري عن يقينه بأن لقاء
الرئيس عبد الفتاح السيسي و أمير الكويت سيعود بالخير على البلدين على ضوء سياسة
الصندوق الكويتي بتوجيه نصيب الأسد من إستثماراته لصالح الدول العربية .
و أكد أن مصر هي الأكثر إستفادة من الصندوق و أقدم
من حصل على دعمه مشيرا إلى أن أول دعم قدمه الصندوق لمصر يرجع إلى 50
عاما عندما قام الصندوق بتقديم دعما لمصر لتطوير قناة السويس في
1964 .
و عن سؤال حول مشاركة الكويت في المؤتمر
الإقتصادي في مارس القادم و حول مطالب الكويت قبل هذا المؤتمر للمشاركة بشكل فاعل
فيه، قال البدر : أنني في إنتظار دعوة رسمية من الحكومة المصرية للمشاركة في
المؤتمر بالإضافة إلى قائمة بالمشروعات التي ستطرحها مصر على المستثمرين خلال
المؤتمر . و أشار إلى أن مشروع تنمية قناة السويس سيكون في قلب إهتمام
الصندوق، مشيرا إلى أن قراره نابع من متابعته لحجم العمل الذي يتم انجازه
حاليا في أزدواج القناة . و أضاف "لم أصدق عيني
عندما رأيت المصريين ينفذون بهذا القدر من الهمة و النشاط هذا
العمل العملاق الجبار في هذا الوقت القصير ".
و أعرب عن إعتقاده بأن مشروع قناة
السويس سيكون تربة خصبة لإستثمارات كبيرة قادمة مشيرا إلى أن هذا المشروع
العملاق يقدم فرصا ذهبية لجميع المستثمرين . و أعرب عن أمله أن
يكون النصيب الأكبر من هذه المشروعات للدول العربية و الخليجية بوصفه مشروعا
لا يستهدف فقط النهوض بالإقتصاد المصري و لكن يستهدف أيضا
النهوض بالمستقبل الإقتصادي للعالم العربي . و قال أنه يؤمن تماما بأن
مشروع قناة السويس الذي سيمر به بعد الإزدواج نحو 80 في المائة
من حجم التجارة العالمية يمكن أن يحول مصر إلى سنغافورة .
وأكد أن
الصندوق قدم مؤخرا دعما فنيا قدره مليون دينار لمشروع المثلث الذهبي
بالبحر الأحمر و بوصفه أحد المشروعات القومية التي يتبناها الرئيس عبدالفتاح
السيسي .
وعن
سؤال حول ما إذا كان الصندوق يستهدف تنفيذ مشروعات محددة في مصر قبل المؤتمر
الاقتصادي قال إن صندوق التنمية الكويتي يقوم بتمويل المشروعات عن طريق وزارة
التعاون الدولي التي تقوم بتحديد المشروعات و أماكن تنفيذها حيث يتم التمويل وفقا
لحجم التنفيذ في المشروعات .
ولفت إلى أن معظم المشروعات التي يتولى الصندوق تمويلها
مشروعات تتعلق بالبنية التحتية والتي تمثل حجر الإساس لتنفيذ المشروعات الاقتصادية
الاخرى .
وأوضح أن الصندوق يولي اهتماما بتمويل المشروعات
المتوسطة والصغيرة في مصر، مؤكدا أن المشروعات متناهية الصغر ستحظى في المرحلة
المقبلة باهتمام أكبر من جانب الصندوق بالتنسيق مع وزارة التعاون الدولي على
أساس أنه يوفر فرص عمل لمجموعة من الأشخاص الأكثر إحتياجا للتنمية .و لفت
إلى أن مساهمة الصندوق الكويتي للتنمية للمشروعات الصغيرة في مصر بدأت منذ عام
1991 بعد الغزو العراقي للكويت بمشروع أطلق عليه مشروع العائدون من الكويت و
العراق . و أوضح أن الصندوق الإجتماعي المصري رأى النور من خلال هذا المشروع الكويتي .
و فيما يتعلق بالمشاكل التي يقابلها بعض المستثمرين
الكويتيين في مصر قال أن مصر لديها إمكانيات أكبر بكثير مما هو متوفر أو
معروض أو متاح للإستثمار فيها نظرا للموارد الهائلة التي تتمتع بها مصر .
و حول مدي شعوره بالطمأنينة لمناخ الإستثمار في مصر أكد
أن زيارته الأخيرة لمصر خلال ديسمبر الماضي أزالت ما كان لديه من مخاوف تولدت لديه
خلال أربع زيارات سابقة . و شدد في نهاية لقائه بالصحفيين و الإعلاميين
المرافقين للرئيس السيسي في الكويت على ضرورة صدور حزمة من القوانين التي تنظم
مجال الإستثمار و تبسط إجراءات إنشاء المشروعا ت بما يمهد البيئة الإستثمارية في مصر
في إشارة إلى إعتزام الرئيس السيسي إصدار قانون الإستثمار الموحد خلال الأسابيع
القليلة القادمة .
وكان الوفد
الاعلامي المصري قد استهل زيارته للكويت بلقاء مع الشيخ سالمان الحمود الصباح وزير
الاعلام الكويتي الذي أكد ترحيب بلاده ، حكومة وشعبا بزيارة الرئيس عبد الفتاح
السيسي للكويت، وذلك لما للعلاقات بين البلدين من خصوصية وعمق وتميز دائم ومستمر.
وقال الوزير ان مصر هي القلب الكبير المعطاء دائما، وان
مكانة مصر في قلب الأمة العربية وقلب كل كويتي، متمنيا لزيارة الرئيس السيسي
النجاح في تعزيز العلاقات بين البلدين.
أضاف الشيخ سالمان ان الكويت تتطلع لدور مصر في تعزيز الأمن والاستقرار العربي،
ودعم العلاقات الثنائية، خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية، مؤكدا أن الارهاب
اصبح خطرا عاما يهدد العالم كله .. فالارهاب لا دين له ولا مبدأ ولا أخلاق . وقال:
اننا ينبغي علينا جميعا التعاون لوضع استراتيجيات وخطط للتعاون في مجال مواجهة هذا
الخطر المشترك. وأشار الى أن العالم كله أصبح يدرك ضرورة التعامل مع هذا الخطر
بواقعية، مؤكدا أهمية دور الاعلام في هذه الحرب ضد الارهاب، وفي التوعية بمخاطره
وحماية الشباب من أفكار التطرف والاساءة الى الدين. وأضاف ان العالم العربي يعمل
من خلال الجامعة العربية على وضع خطاب اعلامي يحدد الخطط المهنية المؤثرة في
الشباب لتحصينهم ضد الارهاب.
وردا على سؤال حول وجود تيار كويتي يعادي ثورة 30 يونيو و أختيار الشعب المصري
في تحديد مصيره أجاب وزير الإعلام أن الكويت كدولة مؤسسات لا تسمح لأي تيار بالتدخل
في علاقتها مع مع الدول الشقيقة خاصة الشقيقة الكبرى مصر .
وحول دعم بعض الأموال الكويتية للتنظيمات المتطرفة قال نحن كدولة مؤسسات يحكمنا
الدستور و تحكمنا أجهزة الرقابة المالية و في فترة كانت هذه الأجهزة تحت
التكوين و لكن الجهود حاليا تسير على طريق وضع الضوابط الأساسية لعدم
إستغلال الحرية المالية أو الحرية السياسية في دعم أي نشاط متطرف أو إرهابي .
و أضاف أن الكويت أعلنت موقفها الرسمي من اليوم الأول المؤيد لثورة 30 يناير
و تأييد الشعب المصري في تحديد مصيره و إرادته للتغيير .و أوضح أن مصر بعد ثورة
30 يونيو تسير في تجاه الإستقرار مؤكدا أن أستقرار مصر هو إستقرار العالم
العربي .
و عن سؤال حول المصالحة بين مصر و قطر و جهود
الكويت في هذا الصدد أوضح نحن نهتم بأن تحقق العلاقات المصرية القطرية المصلحة
المشتركة للبلدين .
و عن موضوع الغرامات التي تم فرضها نتيجة تفعيل المادة 15 من قانون الوافدين بالكويت و
تضرر بعض أبناء الجالية المصرية من هذا القانون أشار الوزير إلى أن مصر لديها
مكانة خاصة و الشعب المصري ساهم في بناء الكويت منذ عقود من الزمان في مختلف
مجالات التنمية .و أضاف أن الجالية المصرية من أكبر الجاليا ت في الكويت لا فتا
إلى أن تطبيق هذا القانون لم يستهدف جالية بعينها أو يستثني جالية أخرى و بالتالي
فالقانون يهدف إلى تحديث بيانات الوافدين بعد أن وجد إختلافات بين بيانات
جوازات السفر للوافدين و البيانات المثبتة في إدارة الهجرة مما يشكل خطرا
أمنيا .
و أشار إلى وجود جهود من قبل السفارة المصرية و القنصلية للوصول إلى إجراءات
فنية تسهل على الجالية المصرية تحديث بياناتها دون تضرر .
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق