السبت، 22 نوفمبر 2014

المليارديرالغامض عمرو علوبة يقود امبراطورية اقتصادية أم منظمة سياسة في ECGهنا مقر مكتب الإرشاد «الحقيقى» فى مدينة نصر

* رئيس مجلس الإدارة يقود300 إخوانى تحت ستار مكتب استشارات هندسية
*قائمة قيادات الإخوان فى الشركة تضم «سمير عبد العال» مؤلف «أناشيد رابعة الحماسية» ومحمد عبد المنعم «أقوى رجال قطر فى القاهرة»
*علوبة سافر إلى قطر 65 مرة منذ 2011 وكافأته قطر بمنح شركته صفقة تأسيس «جزيرة موزة» بتكلفة مليار ونصف دولار
*الشركة تسعى لاختراق المشروعات القومية الجديدة بالتعاون مع شركة أمريكية مشبوهة اسمها «روسر»
* سر «أحمد رأفت» المقبوض عليه منذ أيام لانتمائه لداعش وعلاقته بالشركة وعمله بها منذ 3 أعوام
عمليات تمويل ورعاية الإرهاب ليست بالسذاجة التى تفترض أن يكون من لهم علاقة بالتنظيمات الإرهابية بلحية كثيفة ويمسكون مسواك فى أيديهم مع مجموعة كتب تكفر المجتمع، الإرهاب يرتبط بدول ومصالح اقتصادية كبيرة وأجهزة مخابرات معادية تمرر ما تريد من خلال وسائل غاية فى الدهاء. وآخر شىء يمكن أن يتصوره العقل أن تكون هناك شركات لها بريق وأسماء أجنبية يديرها مديرون ورؤساء أقرب لـ«الخواجات» يشاركون فى دعم الإخوان و«تحالف دعم الشرعية» ويشاركون فى تصوير الوضع فى مصر باعتبار أننا نعيش حقبة «انقلاب عسكرى» وكأن 30 يونيو لم تكن ثورة باهرة.
وإذا تساءل البعض عن سبب استمرار العنف والإرهاب فى الشارع رغم أن مؤيدى الرئيس المعزول شعبيا محمد مرسى لا يتجاوزن 1% من تعداد الشعب المصرى فلأن هناك «فى الخفاء» من يدعم ويمول ويدفع ويدير مؤامرات. أقصد أن قنوات «دعم الشرعية» والمواقع الإليكترونية المؤيدة للإرهاب لا يمكن لوحدها أن تسهم فى استمرار العنف وخروج بعض مؤيدى محمد مرسى والإرهاب إلى الشارع، ولابد من وجود من يعمل سرًا وبدهاء. هنا نحن نضع أيدينا بالمعلومات الموثقة على أخطر هذه المؤسسات التى تشكل ركيزة أساسية فى دعم جماعة الإخوان، وهى مؤسسة تتعمد العمل بعيدًا عن الرأى العام، ويحيط رئيس مجلس إدارتها نفسه بحالة من الغموض سواء أثناء وجوده فى مصر أو أثناء سفرياته الدائمة والمتكررة إلى قطر.
المؤسسة هى «شركة جماعة المهندسون الاستشاريون ECG»
وهى مؤسسة ليست مشهورة للرأى العام المصرى، وإن كانت من أخطر الشركات العاملة فى مجال الاستشارات الهندسية، حيث تتمدد أعمالها فى عدة دول وترتبط بعلاقات خاصة و«مريبة» مع نظم وأجهزة لها مثلا فى مصر عدة أفرع «مدينة نصر، القرية الذكية، الإسكندرية» وهذا مفهوم لكن لها فرع فى أسيوط لا أحد يعرف طبيعة عمله حتى بين بعض العاملين فى الشركة، ولها فى الخارج فروع فى فرنسا والسودان وأوغندا ولها فى قطر وحدها 5 فروع، وهى تدير أعمالا تقدر بأكثر من 10 مليارات دولار، المقر الرئيسى للشركة فى القرية الذكية لكن المقر «الحقيقى» فى مدينة نصر، حيث كارثة القائمة الطويلة من القيادات الإخوانية «المجهولة» التى تدير جزءًا كبيرا مما يحدث فى مصر الآن من عنف ومحاولات لنشر الفوضى.
القائمة التى حصلنا عليها من مصادر داخل الشركة استغرق التأكد من تفاصيلها عدة أسابيع من العمل لخطورة ما تتضمنه من معلومات، تضم القائمة أسماء قيادات إخوانية شاركت فى عملية صعود الإخوان إلى «احتلال البرلمان» ثم مؤامرة الصعود المريب لمرسى إلى كرسى الرئاسة، والأخطر أن التالى أسماؤهم كانوا «القيادات التنفيذية» لمؤامرة اختطاف جزء من الدولة المصرية تحت شعار «اعتصام رابعة العدوية».
المهندس عمرو حسن علوبة «رئيس مجلس الإدارة» هو القناع والواجهة، فهو يتحدث عدة لغات ويسافر إلى الخارج كثيرًا، ويظهر أحيانًا فى تصريحات مقتضبة لبعض وسائل الإعلام المصرية والأجنبية، هو عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لرجال الأعمال، ويرأس إلى جانب «جماعة المهندسون الاستشاريون» شركة متخصصة فى مجال الكمبيوتر والمعلومات، وهى قصة أخرى تستحق أن تروى، هذا الرجل «الغربى» الذى يتحدث الإنجليزية أفضل من العربية، ويدلى بتصريحات عن الديمقراطية والليبرالية واقتصاد السوق يضم فى شركتة إلى الآن كل قيادات تنفيذ الإرهاب يوميا وترويع ملايين المصريين. وإذا كانت بعض التقارير الصحفية «الساذجة» تتحدث عن إشراف خيرت الشاطر أو البلتاجى على العنف فى الشارع فضرورى التأكيد على أن هذه الشخصيات «البارزة» من قيادات الإخوان تخضع لإشراف أمنى صارم وهى قيد الحبس على ذمة القضايا، كما أنه ضرورى التأكيد على أن جماعة سرية ومعقدة مثل الإخوان تركت من يدير وينظم شريطة أن يكون مجهولا تماما للرأى العام وللإعلام أيضًا، وهم فى هذه الحالة التى تمر بها الجماعة قيادات هذه الشركة التى سنتحدث عنها بالتفصيل.
تضم القائمة التى تعمل تحت إشراف عمرو علوبة عدد 350 اسمًا من القيادات «الوسيطة» بالجماعة لكن أبرزهم ومن يتولون مواقع قيادية داخل «Ecg» عدد من الأسماء هم: محمد عبد المنعم العضو المنتدب للشركة، وهو أعلى قيادة إخوانية بالشركة والرجل الأقوى فيها، ويمثل محمد عبد المنعم حلقة الربط الرئيسية بين مكتب الإرشاد وبين قيادات المجموعة، وعباس الدسوقى أحمد العدوى وهو قيادة تنظيمية فى الجماعة والمدير الإقليمى لفرع قطر، وعمرو الجيار رئيس قطاع المشروعات، وأحمد مصطفى محمد الجنيدى مدير إدراة هندسة الأساسات، وعمرو أبو حلو مدير إدارة العقود، أحمد فتح الله إبراهيم الدسوقى مدير منطقة بقطاع الإشراف على التنفيذ، جمال حلمى مدير فرع بالقاهرة الذكية، إضافة إلى عدد كبير من العاملين فى فرع قطر ودائمى التردد على فرع القاهرة فى الوقت نفسه، وهم: حسام الدين مجدى بدر، وضياء الدين مجدى بدر، وهشام محمد لبيب ندا، ورامز محمد فكرى عبد الغنى، ومحمد صلاح حسين همام، وأسامة رمضان السيد خليل، وإسلام محمد خليفة محمد، وماجد محمد زهير، وشريف محمد عبد الحليم بكر، ومحمد أحمد محمد على عبد المولى.
وتضم قائمة الإخوان العاملين كقيادات مؤثرة فى الشركة فلسطينيًا هو توفيق عبد المجيد توفيق عايديه، ويشغل موقعا خاصا لدى عمرو علوبة، ويصحبه فى كل سفرياته إلى قطر، إن «كل» الأسماء السابقة شاركت فى تنظيم كل فعاليات الإخوان بعد سقوطهم من الحكم، فأحمد فتح الله الدسوقى مثلا كان من قيادات تنظيم اعتصام رابعة، وتردد يوميًا على مكتب خيرت الشاطر القريب من مقر الاعتصام، كما أن أسامة رمضان السيد خليل أصيب بطلق نارى فى قدمه أثناء الفض، حيث كان فى مقدمة من تصدوا لقوات الشرطة، وقد قدم له عمرو علوبة بدل إصابة تحت مسمى «إصابة عمل» بلغت 150 ألف دولار فقط لا غير.
وبالإضافة إلى هؤلاء يشغل العديد من منظمى اعتصام رابعة مواقع قيادية بارزة داخل الشركة، فمن العاملين فى فرع القاهرة شخص يدعى سمير على عبد العال وكان مختصا بوضع الأناشيد والأغانى الحماسية للمعتصمين، وظهر على يوتيوب وهو يردد هذه الأناشيد فى الاعتصام، وقد قام بحلق لحيته بعد الاعتصام وعاد إلى مقر الشركة ليواصل «نضاله» ضد الدولة والشعب المصرى، وإلى جوار مكتبه بالشركة مكتب رباب عبد الله محمد سلطان مسئولة إعاشة السيدات فى الاعتصام والصديقة المقربة من زوجة خيرت الشاطر، وهى التى صحبت زوجة محمد مرسى إلى مقر اعتصام رابعة لتبشر المعتصمين بقرب عودة «الرئيس»، أما مروة على أحمد محمد المدير التنفيذى بفرع القاهرة فكانت مسئولة تنظيم المسيرات النسائية داخل الاعتصام، وهى التى قامت وتقوم بجهد كبير منذ سقوط محمد مرسى بترويج شائعات الاعتداء على فتيات الإخوان المقبوض عليهم على ذمة قضايا التحريض على العنف، وهناك اثنان آخران يلعبان دورًا محوريًا فى ترتيب اللقاءات بين قيادات الإخوان الوسيطة وبين إخوان الخارج هم: إسماعيل عبد العاطى مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات فرع قطر، وحاتم السيد مدير مشروعات فرع القاهرة، وتكشف المعلومات التى حصلنا عليها أن وجود «خط ساخن دائم» بين الشركة وبين فرع قطر ليس عشوائيا ولا لأن ظروف عمل الشركة تقتضى ذلك لقد سافر عمرو علوبة إلى قطر منذ 25 يناير إلى أكثر من 65 سفرية، وفى الوقت الذى انكمش فيه السوق المصرى فى 2011 بسبب الثورة والأوضاع الاقتصادية المضطربة أقام عمرو علوبة فى قطر بصورة شبه دائمة، وأقام علاقة استراتيجية مع النظام القطرى، فى هذه المرحلة- وإلى الآن- كانت هناك حركة أرصدة وحسابات كبيرة تتحرك بين فروع الشركة فى القاهرة والدوحة، وهى حركة وصفها لنا خبير مصرفى ضمن مصادر التحقيق بأنها «غامضة وليس لها أسباب ظاهرة» وتبعًا لذلك نشأت علاقة خاصة جدا بين علوبة وبين متنفذين كبار فى القصر الأميرى القطرى حتى استطاع أن يصل إلى مجالسة الأميرة موزة شخصيا، حدث هذا فى عام 2012 وأبدت الأميرة اهتمامًا برجل الأعمال المستعد لتقديم كل ما يطلب منه، فى المقابل لم تبخل موزة على علوبة بل طلبت منه أن يؤسس مشروعًا كبيرًا لشركته فى قطر، وأنتجت قريحة الرجل فى إحدى جلساته معها فكرة إنشاء «جزيرة موزة» أو «بنانا إيلاند» وشرح الفكرة بأن الأميرة الباحثة عن دور تاريخى تستحق وجود جزيرة خاصة تضم «أمجاد قطر» ودورها ودور والدها فى التمهيد لثورات الربيع العربى وتكون من المقاصد السياحية لزائرى قطر، لاقت الفكرة استحسان وإعجاب الشيخة ووضعت ميزانية مبدئية لهذه الجزيرة مليار ونصف المليار دولار، وعمل علوبة وشركته فى هذه الجزيرة بدأب حتى يتم الانتهاء منها مطلع العام القادم، ومنذ أن توطدت علاقة عمرو علوبة بالنظام القطرى على هذا النحو أصبحت شركته بفروعها فى مصر وقطر والسودان مرتعًا لكل قيادات الجماعة، وقادت فعليا قيادات الشركة فى مصر كل فعاليات العنف، لكن الأخطر والأكثر مفاجأة أن علاقة علوبة لم تقتصر على الإخوان فقط، فمنذ عدة أيام تم إلقاء القبض على المهندس «أحمد رأفت» لانتمائه لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، وكان رأفت قد سافر إلى سوريا منذ شهرين وعاد إلى القاهرة وتعمد المهندس المعتنق لأشد أفكار التفكير خطورة أثناء التحقيقات عدم ذكر علاقته بشركة «ECG» وإن كانت مصادرنا داخل الشركة أكدت أن هذا المهندس كان من أهم المقربين من علوبة إلى قبل سفره بأيام قليلة، وأنه ظل يعمل بالشركة منذ أبريل 2011 إلى حين القبض عليه، وأكدت المصادر أن أحمد رأفت تغيرت ملامحه تمامًا وأنه سيظل حريصًا على إنكار أى علاقه تربطه بهذه الشركة الغامضة والمريبة.
هناك مفاجأة أكبر وأخطر وأكثر غموضا، فشركة مثل هذه وبعد أن تأكدت من سقوط نظام الإخوان واعتراف المجتمع الدولى كاملا بالنظام الجديد فى مصر كان ينبغى عليها أن تقوم بلملمة خطاياها وقطع علاقتها مع الإخوان وقطر، لكنها فعلت العكس، وكأنها تتصرف وفقا لدور مرسوم لا تستطيع الخروج عنه، أو كأن هناك من يعدها ويعد الإخوان بأن القصة لم تنته بعد، وأن دعم مؤامرات الجماعة لابد أن يتواصل ويستمر، لهذا يقوم عمرو علوبة وشركته وكل قائمة الإخوان التى ذكرنها هذه الأيام بأكبر محاولة لاختراق الدولة عبر أخطر عصب حساس وهو المشروعات الكبرى التى تنتوى الدولة العمل فيها، ففى الوقت الذى تقوم فيه «ECG» بتنفيذ مشروع القاعدة البحرية الأميرية فى قطر مع شركة أمريكية مشبوهة «اسمها روسر وتضم المعلومات عنها كما هائلا من الشبهات والفضائح المتكاملة» يحاول عمرو علوبة التستر وراء شركة مقاولات شهيرة للدخول فى تنفيذ مشروع مطار المنصورة كما تقدمت «ECG» للعمل فى تنفيذ مشروعين مع شركة مقاولات أخرى ضمن مشروعات الطرق الجارى تنفيذها. أيضًا وخلال الأيام القليلة الماضية تسعى للدخول فى مشروع ضخم لا يمثل ثقلا اقتصاديا هائلا مع بدء تنفيذه فقط، وإنما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومى المصرى، وهو مشروع مدينة مطار القاهرة «CAIRO AIRPORT CITY».
كما يعمل عمرو علوبة وشركته على تمكين شركة «ARINC» الأمريكية المملوكة لشركة روكويل الأمريكية من أنظمة المطارات فى مصر كلها، يفعل عمرو علوبة هذا هو وشركته مع الحفاظ على كل القيادات الإخوانية، وفى نفس الوقت فإن كل المشروعات التى حاولت الشركة إنجازها وتعاقدت عليها فى السنوات الماضية داخل مصر تعثرت وتأخرت وحدثت بها مشكلات كثيرة.
المعلومات السابقة الموثقة وهى جزء من كم هائل من المعلومات يتكشف عن الشركة وعمرو علوبة والتنظيم الإخوانى المغلق فى مدينة نصر تكشف كيف أن ما يراه المواطن المصرى من بعض مظاهرات فى بعض الجامعات وبعض القرى الفقيرة لا يمثل ظاهرة سياسية أو رفضا للأوضاع بقدر ما هو تعبير عن وجود من يؤجج الفتن ومن يدير مؤامرات الخفاء تحت ستار البيزنس، وعن طريق وجوه لامعة مثل عمرو علوبة يدير مكتب إرشاد مصغر والاسم.. رجل أعمال! 
الصباح

ليست هناك تعليقات: