الجمعة، 7 نوفمبر 2014

نقلات شطرنج في ثورات قارئة الفنجان هشــــام بكــــــــــر



في لعبة الشطرنج الرقعة عبارة عن خانات بيضاء و خانة سوداء و كذلك قطع اللاعبان وقاعدة لعبة الملوك أن يبدأ اللاعب بالقطع البيضاء ثم يتبعه الآخر بالقطع السوداء ، لا أعرف لما أرتبط في ذهني البلاد العربية بعد الثورات برقعة الشطرنج ما يحدث تطبيق كامل لقواعد لعبة الملوك التي كل من يجيدها يعرفها معي .



الوطن العربي الأسياد فيه يعيشون علي الخانات البيضاء و يتركون كل  الخانات السوداء للبسطاء ما بين معاناة و قتلي و ثكلي ، نعم قاعدة لعبة الملوك بامكانك أن تضحي بكل قطع اللعبة من أجل أن يعيش الملك .
 لا يهم كم مرة وضع الملك فيها في نقلات من الخصم  لنهاية حياته– كش ملك -  لتنتهي اللعبة مهما بقي من قطع ، المهم ان تبادر كل القطع لثضحي بنفسها في استشهاد من اجل ان يهرب الملك الي خانة نجاة من الموت ، براعة اللاعب هنا تظهر في تحريك القطع للاستشهاد ليعيش الملك .
نفس قواعد لعبة الملوك في الثورات يبدأ لاعب القطع البيضاء في الهجوم لتحقيق فوز سريع و أمله تطبيق خطة نابليون ليموت ملك القطع السوداء سريعا في أربع نقلات ،لكن هيهات يناور ملك القطع السوداء و يدفع بكل القطع للاستشهاد لحمايته و يتنازل عن مستقره في خانة السادة البيضاء و يتنقل بين جميع الخانات البيضاء و السوداء ، تحميه أصغر القطع  البيادق التي يضعها اللاعب في الصفوف الأولي و يدفعها للاستشهاد دون اكتراث و ما العجب فهي الأقل أهمية في لعبة الملوك ، الفيل الأهم يتبعها في الشهادة ثم الحصان ثم الرخ ثم يأتي الدور علي الوزير الذي يحافظ الملك دائما عليه الي نهاية اللعبة حتي لو كانت نقلاته فاشلة ، المهم في قواعد لعبة الملوك ان الوزير هو الأقوي  و ذو الحيثية والمكانة في الرقعة ليبقي للنهاية ويكون أخرالشهداء قبل موت الملك،لومات الوزيرفي بداية اللعبة يمكن ان تقلب الرقعة تماما من لاعب القطع السوداء .
البيدق الصغير علي  رقعة الشطرنج من حقه أن يكون له طموح و يتقدم للامام دائما غير مسموح له ابدا  بالتراجع  ليحمي نفسه بينما باقي القطع يمكنها كذلك،يتقدم في المعركة للامام في الصفوف الاولي لا تراجع ولااستسلام وباقي القطع تتراجع،نعم يمكنه المناورة لخانة واحدة الي الجانب لكن للامام ايضا وفقط عندما يّقتل أويُقتل .
أن لم يموت البيدق قتلاً أو كمداً أو تعباً ووصل الي أخر خانة للخصم في المعركة يتحقق طموحه ويقوم لاعب القطع السوداء بترقيته الي رخ أوفيل أوحصان أوحتي وزيرلكن ليس أبداالي ملك تلك هي قواعد لعبة الملوك !
يتيح لاعب القطع السوداء للبيدق بعد الترقي التراجع علي الرقعة بنقلات القطعة المرسومة له الترقي لها ، و طبعايتراجع ليعود للمعركة للاستشهاد،لا اعرف لما الترقية أصلا ..آخرالبيدق دائماالموت في سبيل الملك .
لاعب القطع السوداء لا يعير أهمية أن لاعب القطع البيضاء هو الذي بدأ بمعركة الثورة  ، براعته الخبيرة تمكنه من تعويض أسبقية الحركة ، هو يناور و يدخل   الي الخانات السوداء و يقتحمها و يحتل معظمها مقابل تنازله عن بعض الخانات البيضاء للخصم التي سيعاود احنلالها ايضا لتصير الرقعة كلها له بعد ان يقتل  معظم القطع البيضاء و يضع لاعبها ، ملكها منكباً علي وجهه في استسلام علي رقعة الشطرنج حفاظاُ علي باقي القطع و الملك من ذل التنكيل به في القتل في  نقلات لاعب القطع السوداء القاتلة .
لاعب القطع السوداء في كل البلاد العربية مثل الشيطان لا يموت ابدا و مهما كانت براعة لاعب القطع البيضاء مكتوب عليه يا ولدي في الثورات العربية ان لا ينتصر و يعود مكسورا مهزوم الوجدان اسمع معي أغنية عبد الحليم حافظ قارئة الفنجان أفضل من فلسفة لا طائل منها  في نقلات رقعة الشطرنج خوفا من ضربي بالبيض
و الطماطم كما حدث مع العندليب عندما غني الأغنية و لما يفهمها الجمهور و أكتشف بعد ذلك روعة دلالتها .

ليست هناك تعليقات: