الجمعة، 28 نوفمبر 2014

أعمال الفنانة المصرية الشابة ولاء بلال تتعايش رقمياً مع المدينة

يحتل المكان أهمية خاصة لدى الفنانة المصرية الشابة ولاء بلال، يرافقه اختلاط في الأزمنة التي تتعايش مع تكوينات من حروف وكلمات بالخط الكوفي في صيغته التراثية القديمة، صهرتها رقمياً مع معطيات اللحظة التشكيلية الحادة التي خرجت عن أفق سيطرتها أحياناً لتظهر المدينة الكوزموبوليتانية ذات معالم رقمية بلا روح ولا بشر أحياناً.
كل ذلك تضمنه معرضها «إسكندرية ماريا» الذي افتتحه مدير المركز الروسي للعلوم والثقافة في الإسكندرية الكسندر أنطونوف.
اللافت في اللوحات طغيان روح الخط بشكله التراثي كفعل تشكيلي على عناصر اللقطة التشكيلية الأخرى التي استرقتها ولاء في غياب العامل البشري، وبدت سياحية أكثر منها فنية، بعدسة كاميرتها ومن ثم نقلتها عبر تقنية الوسائط المتعددة والتأثيرات الرقمية المختلفة لتخرجها في هيئة طباعة «سلك سكرين».
محاولات الفنانة الشابة، التي تعمل مدرّسة مساعدة في كلية التربية، للسيطرة على المدينة كحالة ظهرت في عدد غير قليل من اللوحات التي تعاملت معها بندية لتزرع ألوانها وكتاباتها على جدران المباني الأثرية وواجهات الأعمدة التاريخية والكنائس القديمة وممرات الحواري الضيقة العتيقة وحديقة المتنزه، والمسرح الروماني وترام المدينة وقوارب الصيد وفينيسا المكس والفنار وغيرها من المعالم السكندرية الشهيرة.
قدمت ولاء المدينة في صورتها المثالية، ما أعطى المتلقي إحساس اللقطات السياحية لكن أفقدها الإحساس بحيوية المدينة ونبضها وتشرذمها. ولم تتوقف ولاء بلال الحاصلة على العديد من الجوائز عند حدود المكان، بل سعت لتوثيق عدد من المهن التراثية في عدد قليل من اللوحات كصانع شباك الصيد، وصياد المراكب.
تؤكد ولاء أنها لم تتعامل مع المدينة كفعل سياحي تشكيلياً بل حاولت توثيق العديد من الأماكن المهمة (مثالياً)، علّها تحكي حكايات الأمس الأفلاطوني المليئة بالحنين والاشتياق للزمان والمكان.
وعن استخدامها للحروف والكلمات لتصهرها في أجواء اللوحة، توضح أن «الكهوف حفظت أسرار البدايات والاكتشافات وأصداء الرؤى والفلسفات لتنرجمها في مرايا العرض ومرايا الزمن، «الكلمات هي ما يطالبنا بأن نفكر ونفسر وأن نكتب ونترجم وأن نسبح بالفكر في غياهب الزمن وبين ممرات التاريخ».
وتضيف: «أحاول أن أجعل الخط العميق التاريخي متسقاً مع المدينة القديمة المتجددة في عالم يشوبه النمو والتطور بشكل مثير. فتجتمع حضارات صهرها الزمن والبشر والحلم في لوحة متعددة الوسائط مطبوعة على القماش».
وعن فكرة التقاء الأزمنة وتوثيق العديد من الأماكن المهمة تقول: «اخترت دير مار مينا الأثري الذي اتخذت منه الإسكندرية اسمها الشهير اسكندرية ماريا».
ويقول الفنان عبدالسلام عيد: «ولاء بلال شابة مبدعة من أبناء جيل أحاطت به السبل والدوائر الكهربائية المقطوعة والشاشات والخزائن العملاقة تحفظ ذاكرة المرئيات، وهي في معرضها تدعونا لأن نتوقف ونتأمل لغتنا التشكيلية في ظل عالم الممكنات اللانهائية، وفي ظل ضرورة الوعي العميق بحقيقة الخيال الإبداعي وطبيعته ومعناه حتى لا يلتبس علينا الفرق بينه وبين الوهم والتوهم».

ليست هناك تعليقات: