الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

فيلم "بلدنا الرهيب" يجسّد المأساة السورية بين "النظام" و"داعش"

يقدم فيلم "بلدنا الرهيب" للمخرجين السوريين محمد علي الأتاسي وزياد حمصي شهادة مؤثرة عن حالة التفكك التي تغرق فيها سورية، من خلال عرض رحلة المعارض  ياسين الحاج صالح من أحد معاقل المعارضة في ريف دمشق إلى إحدى مدن الشمال الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويتعقب الفيلم خطوات الحاج صالح الذي ظل متوارياً عن الأنظار في دمشق منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في آذار (مارس) 2011، إلى أن انتقل منها برفقة زوجته سميرة خليل إلى مدينة دوما التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ويعرض صعوبة الحياة فيها في ظل انقطاع مقومات الحياة الأساسية من ماء وكهرباء ومؤن.
ويصور الفيلم الحاج صالح وهو ينظم حملة نظافة في المدينة الواقعة في الغوطة الشرقية لدمشق، ويشارك بنفسه في تنظيف الشارع، بمساعدة مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان الذائعي الصيت، منهم رزان زيتونة، على مقربة من رجل ملتح يطلب من الناشطات تغطية شعورهن في هذه المدينة المحافظة.
ويقول المخرج محمد علي الأتاسي: "صنعنا هذا الفيلم لنقول للعالم إن هناك سورية أخرى لا ترونها على شاشات التلفزيون ونشرات الأخبار التي لا تتكلم إلا عن الإسلاميين والعنف والديكتاتورية"، مضيفاً أن "هناك أناساً عاديين في سورية يحبون ويحزنون ويحلمون ويخسرون، ولكنهم مازالوا مسلحين بالأمل وبحلم الحرية والعدالة".
ويقول الحاج صالح، الذي أمضى 16 سنة في سجون النظام السوري بسبب نشاطه اليساري المعارض: "كنت أحلم بأن أرى سورية تتغير، بعدما انقضى نصف عمري وهي في مكانها".
وأضاف: "عشت متخفياً في مدينتي التي تحررت من قضبة النظام، قبل أن يسيطر عليها غرباء، في إشارة إلى المقاتلين المتطرفين الأجانب الذين تدفقوا إلى الأراضي السورية مستفيدين من الفوضى.
ويظهر المخرج (حمصي) في الفيلم وهو ضمن مجموعة من المقاتلين المعارضين منخرطا في معركة، ثم يقرر هذا الشاب (24 سنة) أن ينظم دخول الصحافيين الراغبين في تغطية حوادث الغوطة، لكنه أيضاً وقع في قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" لبعض الوقت، قبل أن يطلقوا سراحه ويفر إلى تركيا.
ويقول حمصي: "كنا نحسب أن لدينا عدواً واحداً هو النظام، لكننا أدركنا أن لدينا ألف عدو. "داعش" والنظام وجهان لعملة واحدة".

ليست هناك تعليقات: