لفت محللون إلى أن الخلاف حول الموقف من طريقة
التعامل مع النظام السوري وتحديد مصيره قد يكون من بين النقاط التي أدت في
النهاية إلى رحيل وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، عن منصبه، مشيرين إلى
أن الوزير كان يعيش حالة من الصراع مع كبار قادته.
وقال المقدم المتقاعد في الجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية لدى CNN، إن الوزير هيغل "لم يكن يسير على نفس الخط مع سائر القادة في وزارة الدفاع، وقد قاومه الكثير من الضباط في الوزارة."
وتابع فرانكونا بالقول: "رأينا خلال الأشهر الماضية أن فجوة
قد ظهرت بينه وبين قائد الأركان، الجنرال مارتن ديمبسي، الذي كان قد أصبح
فعليا هو الشخص الذي يدير الوزارة، وكانت قضية مغادرة هيغل لمنصبه مسألة
وقت يضطر بعده إلى الاستقالة أو يتعرض للإقالة."
ورأى فرانكونا أن الملف هو توقيت الخطوة التي جاءت بعد
الانتخابات الجزئية في الكونغرس، ما يعني أن الرئيس باراك أوباما "يريد أن
يكون له صوت أكبر في وزارة الدفاع" وأضاف: "هناك الكثير من المشاكل حاليا
على صعيد الأمن القومي منها المفاوضات المستمرة مع إيران والحرب على داعش،
وكان من الضروري إحداث تعديل في وزارة الدفاع."
وحول الخلافات التي خرجت إلى العلن بين الوزير والرئيس،
وتركزت على تشبث هيغل برأيه عن وجوب حل معضلة النظام السوري في سياق الحرب
على داعش قال فرانكونا: "وظيفة الوزير هي توفير النصائح العسكرية للرئيس
ومنحه الخيارات المناسبة، الرئيس لم يكن موافقا على ضرورة إيجاد مقاربة
للتعامل مع نظام الأسد، رغم أن الوزير كان محقا على هذا الصعيد."
وختم بالقول: "هيغل كان يعكس رأي كبار الضباط في وزارته الذين
يرون أنه من الضروري الرد على داعش في سوريا واعتبار نشاطاتها في ذلك
البلد مشابهة لنشاطاتها في العراق وأظن أن الرئيس يريد وجود شخص يشاركه
الرؤية نفسها في وزارة الدفاع."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق