وغَدوتُ بين يديهِ كالإعصارِ
كالنَّارِ تسرقُ ما بِقاعِ جراري
مجنونةٌ عَبثتْ بفجرِ شروقهِ
وضجيجِ بحرٍ مسَّهُ تيَّاري
يجتاحني كالبَدءِ يقفو المنتهى
كالعطرِ يسقي وجنةَ الأقمارِ...
ويضوعُ طيبٌ من نسائمِ خدِّهِ
كالورد مؤتلقٌ بشمسِ نهاري
فالعطرُ أندى الزهرَ من حُلاَّتهِ
والمسكُ أجرى فوْحةَ الأَعْطارِ
أخشى عليهِ نظرةً من حاسدٍ
فأذودُ عنهُ أعيُنَ النُظَّارِ
أنفَقتُ في طلبِ الوِدادِ مدامعاً
وسُقيتُ منه ذِلَّةَ الإقتارِ
ومُنيتُ بالأشواقِ غِبَّ تفرُّقٍ
أرثي نُحولَ هوىً وجُذوةَ نارِ
إني لعاشقةٌ يؤرِّقها النوى
موجاتُ بحرٍ لم تذُقْ إعصاري
قد قال بوحي بالهوى لكنَّني
كهديرِ بحرٍ كاتمِ الأسرارِ
إنِّي كما الأشواكُ تنتعلُ الحصى
كأفولِ نجمٍ لو ذوتْ أقماري
قد هامَ مَخدعُهُ بلونِ خمائلي
وبشوقيَ الورديِّ والمِعطارِ
يختال كالقمر الموشَّحِ بالمدى
كالشمسِ ترشُقُ بالضياءِ نهاري
متفيِّئاً جسدي كأنِّي غيمةٌ
تذري بموقدهِ لهيبَ جمارِ
وقعُ الخيانةِ في الهوى لَمَعرَّةٌ
كمشقَّةِ الغطَّاسِ في الإبحارِ
تهمي دموعٌ فوقَ صدرِ حبيبةٍ
ودموعها غفَرتْ بلا استغفارِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق