الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

كلام في الرفيقة و العشيقة و الاخوان و القطط السمان في عيد الحب هشــــام بكـــر


في عيد الحب و أنا أتأمل تلألأ ومضات و نبضات ترتسم بعرض الكون  مابين الحب العذري الحالم و العشق المتوهج شهوة . 
أجد نفسي تواقة أن أقول أحبك لرفيقة عمري و بناتي و شقيقاتي و يذوب الحب حنينا لذاكرة أمي رحمها الله التي وجودها لم يفني من وجودي ذات يوم و كيف لا و هي يد الله في الأرض التي تبسط لي الرحمة و المودة  كنعمة من الخالق يحن بها علي عبده و هو الغني عنه .

أتنهد في وئام و تصالح كامل مع النفس و الحياة و اتذكر المثل التي كانت تردده لي أمي دائماً : يابخت من بكاني وبكي عليّ و لا ضحكني و ضحك الناس عليّ .

نعم يا أمي كنت دائما تضحكيني و تبكيني في عيداً من الحب .
اللهم أجعل لها رحمتك عيدا من الحب .


ترتسم أمامي فورة و فن آثارة و جاذبية العشيقة في أبهي زينة و دلال و جمال و كلغة المصريين : مزة نغشة تولع الدنيا العشيقة جمالها ودلالها وزينتها و حضورها و كلامها و مشيتها و رقصها زلزال طاغي من الانوثة و الآثارة و أوقات من اللذة والمزاج الطيب  تعلوبالخيال في سماء من السحب البيضاء الندية ورجفات الوصول الي القمة،ولكنها مثلأرجوحة مدن الملاهي تقفز بمن يعتلونها إلي أعلي في سرعة و بنقس السرعة تهوي بهم إلي أسفل و هم صرعي بالدوارالذي قد يصل إلي حد الأعياء المرضي و آثاره الجانبية المقرفة .
دون تشبيهات بليغة الحدوتة لذة يعقبها ندم .. العشيقة عادة تعشق نفسها أكثر و أكثر و تتيه بكثرة من يركبون أرجوحتها و تنتظر أجرة الركوب أو زينة الوقت المبهج الجميل مع الركاب في مدينة الملاهي المتلألئة الأجواء ، نعم هي أرجوحة  لا يشغلها الا الوقت المبهج أو الثمن المجزي و بعدها يتلاشي الركاب من ذاكراتها فهم مجرد أرقام علي مقاعدها الوثيرة مثلما يفعل سائقي الميكروباص في مصر يعتبرون الركاب عندهم مجرد عملة أجرة لركوب و يتنادون فيما بينهم هات الجنية من علي الأرض .


تلك كانت العشيقة أما دواما الرفيقة فهي إمراة تركت كل حيل و كيد النساء لتكون مودة و رحمة لرجل واحد تحبه في عمق و تمنحه كل جمالها و انوثتها و فكرها و وقتها في بساطة و دون اي حوارات و ترضي يمر الحياة معه قبل حلوها بل تجعل المر بعسلها اوقاتا تمر الي عيد الحب ..أحبك رفيقتي في أمي و أبنتي و شقيفتي ..أحبك كل النساء يا من أنت عيد الحب في المودة و الرحمة و كبرياء الرضي و العفة .

أتذكر قصة لصديقي الدكتور الصيدلي الذي يملك حنجرة ذهبية قادته ان يعمل مطرب في الاماكن الراقية ، و تعرف علي راقصة فائقة الجمال و الاثارة كان علية القوم يلتفون حولها و يبدرون اسفل قدميها النفائس ، أحبها و أحبته في عمق وتركت كل شيء من أجله و ساعدته كثيرا في عمله الفني ، تزوجها ، و ترك العمل الفني و سافر الي الخليج و تفرغ لعمله في الصيدلية ، و هي تفرغت له و لمنزله و الأبناء ، كثير من أصدقاؤه عاتبوه  لزواجه من راقصة رد عليهم :

انتظروا الحاجة ...... زوجتي .. العفة ليست غشاء بكارة أو جلباب حجاب ، رابعة العدوية كانت و أصبحت .

صدقت و الله يا صديقي أصبحت الحاجة ...... زوجة صديقي قصة شرف و بناء و عطاء بينما كثير ممن يأخذون الدين و القيم عادة و مظاهر يسقطون مع أول التجارب العملية فهم لم يختبروا الحياة و لم تختبرهم الحياة بملاذها و شهواتها ، بينما زوجة صديقي تركت بنفس راضية كل الملذات و المظاهر المبهرجة من أجل حياة حب فاضلة.
تلك هي الرفيقة أما الأخوان مثلهم مثل العشيقة التي تزينت امام الناس و جذبتهم لها  بميك أب كامل و أنوثة طاغية من الدين و التسامح و التعاون وحلو الكلام و لكنها بعد تمكنها منهم لعبت بهم و أسلمتهم إلي عالم غيبي من لكيف و المسكرات و أرجحوات مدن ملاههم لم يقدموا للناس المودة و الرحمة والتعاون لقضاء حوائجهم ، أنهم كالعشيقة ينتظرون فقط الثمن ، و سعوا بكل جهدهم الي التمكين منه و عاني الناس معهم من الاعياء المقرف و لم يكونوا مثل الرفيقة التي يغض المحب الطرف عن ماضيها مادامت عاشت حاضره بكل فضيله تقدم له البناء و المودة و الرحمة .. نعم سقط الأخوان في عيد الحب المصري البسيط كما سقط من قبلهم عشيقات الحزب الوطني من القطط السمان .

يبقي دواما في عيد الحب عند المصريين الرفيقة الفاضلة التي تناست كل شيء من أجل بيت عائلي دافيء يجمعها مع حبيبها في بناء و مودة و رحمة ، يابخت من بكاني و بكي عليّ ولاضحكني وضحك الناس عليّ .


كل الأيام في وطني مصر أن شاء الله تكون في خير و سعادة و في عيد من  الحب .

ليست هناك تعليقات: