الجمعة، 10 أكتوبر 2014

بالصور حوار مع الكاتبة والصحفية المرموقة فابيولا في قلب الأحداث في مصر

القاهرة -  الكاتب هـشام بكــر

حوار مع الشاعرة المصرية فابيولا محمد قدري خليل  المرشحة عن المغترين في البرلمان المصري 2014، تمتلك تجربة غنية ومتنوعة ومسارا فنيا وتقنيا لإمرأة ناجحة في عملها ،استطاعت أن تخترق كل الحواجز النفسية والثقافية وتفرض وجودها بكفاءتها الفنية والفكرية والأدبية والسياسية حتى  ..فهي كذلك صحفية ماهرة تنقلت بين عدة صحف وجرائد وإذاعات. ولها عدة مقالات وإصدارت. كانت دائما تضع مهنيتها فوق كل اعتبار .. نالت إعجاب عدد كبير من المتتبعين والمهتمين بقضايا الفن والأدب والصحافة والقانون التجاري ، ارتأت أن يدور نص الحوار  على الشؤون السياسة بمصر وعبرت عن رأيها في ما دار" بأم الدنيا "مصر ،وظروف الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين وصعود النظام الجديد بقيادة السيسي ، و لنبدأ بالتعريف بالمصرية المميزة فابيولا .

 

نبذة شخصية


الاسم: فابيولا محمد قدري خليل ( فابيولا بدوي ).


الجنسية:  مصرية .


المِؤهل العلمي:  بكالوريوس تجارة و إدارة أعمال ـ كلية تجارة خارجية، مصر.


دراسات عليا:    دبلوم دراسات عليا   (قانون تجاري).


                   دبلوم دراسات عليا ( محاسبة مالية ).


المهنة:  صحافية، كاتبة مقال، ومعدة برامج بالتليفزيون المصري (سابقا).


أعمال سابقة:


 ـ صحافية بالقسم الثقافي لجريدة المدينة ـ السعودية ( مكتب القاهرة ) 1991


 ـ مشرفة  القسم الثقافي لجريدة المدينة ـ السعودية ( مكتب القاهرة ) 1993


 ـ صحافية بجريدة الحياة قسم التحقيقات ( مكتب القاهرة ) 1991


 ـ معدة برامج بالتليفزيون المصري 1993 ـ 1995 .


 ـ صحافية بمجلة حواء الصادرة عن مؤسسة دار الهلال المصرية 1993 .


ـ رئيسة تحرير جريدة شبابيك للشباب الصادرة من مالطا 1996 ـ 1999 .


     حاليا:  ـ  مسئولة عن جريدة الوطن السعودية في فرنسا.              


            ـ كاتبة مقال في صحيفة الرؤية الاماراتية .


            ـ كاتبة مقال في الاهرام العربي.


            ـ مسئولة عن مجلة دبي الثقافية  في باريس.


            ـ كاتبة مقال في الوقائع برس المغربية.


            ـ كاتبة مقال في صحيفة النشرة الاخبارية بالمغرب..


            ـ مؤسسة ورئيسة صحيفة التحدي أونلاين


  النشاط العام:    ـ ناشطة في مجالي حقوق المرأة والطفل.


                     ـ عضوة في السكرتارية التنفيذية للمنتدى الاجتماعي العربي.


                    ـ عضوة في اللجنة المصرية الفرنسية لحقوق الإنسان في باريس.


                    ـ أحد مؤسسي اللجنة الدولية للدفاع عن الصحفيين العرب.


                    ـ عضوة في البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان.


إصدارات خاصة:  ـ ديوان شعر ( قصائد ظامئة ) 1991 .


              ـ ديوان شعر ( الوشـــم ) 1993 .


              ـ دراسة تحليلية ( إرهابيون ولكن ) 1993


                 صادر عن مؤسسة دار المعارف ـ مصر


              ـ ديوان شعر ( أشلاء الهمس ) 1998 .


                صادر عن دار أنطونيو  للنشر والتوزيع ـ  مالطا


              ـ كتاب الأزمة العراقية ومستقبل القومية العربية (إعداد وتقديم)


                صادر عن دار لارماتان الفرنسية للنشر والتوزيع .


تحت الطبع:      ديوان شعر (أنثى من رمال) باللغتين العربية /الفرنسية.


جوائز:    جائزة المجلس الأعلى للثقافة 1995.


            شهادة تقدير من مهرجان الفرسان بالأردن 1999.


            درع تكريم من المجلس الإسلامي  العربي في لبنان 2008.


إضافات:       

  ـ مدرجة بموسوعة الأديبات العربيات ـ الإمارات .


           ـ مدرجة بمعجم البابطين ـ الكويت.


          ـ  لها العديد من اللقاءات الاذاعية والتلفزيونية على العديد من الفضائيات


            العربية حول وضع المرأة العربية/ حقوق الانسان/ الهوية العربية في


            المجتمعات الغربية.  


           ـ  شاركت في السنوات الأخيرة في العديد من المؤتمرات والفاعليات العربية


              حول حقوق الانسان/ منظمات المجتمع المدني وغيرهما في كل من تونس


              الأردن/ مصر/ قطر/ فرنسا/ مدريد وغيرهم.  


الكاتبة والصحفية المرموقة فابيولا كانت في قلب الأحداث التي هزت مصر وكان لها هذا الرأي الذي نقدمه للمتتبعين في الوطن العربي و العالم  عموما ومصر على وجه الخصوص ، و الآن الي نص الحوار :

ما هو مفهوم الوطن والمواطنة برأي المواطن المصري برأيك؟

فابيولا بدوي:اتصور ان مفهوم المواطنة واحد في أي وكل مكان، هذا بشكل عام. لكنه لدى المصري يرتبط إضافة إلي هذا ارتباط كبير بحضارته الفرعونية التي تشكل جزءا كبيرا من تراثه العاداتي والمعرفي، وهذا الترابط هو ما جعل نهر النيل، علي سبيل المثال، يشكل في وجدانه مكانة خاصة أكبر من كونه نهرا. هناك مفهوم الوطن المتعارف عليه في أعماق المصري إلي جانب خصوصيات تمس حضارته مثله مثل كافة المنتمين إلي حضارات عريقة.

المواطنة كما نعرفها هي مساحة رحبة من التعايش والتآخي تتسع للجميع علي اختلاف الافكار والمذاهب والرؤى والديانات. وهذا ما جعل المصري يفزع وينتفض في 30 يونيو، وهو أيضا ما يدفعه اليوم للتحرك الواعي والسريع من أجل العودة إلي ملامح المواطنة التي يعرفها وتربي عليها، وقد بدأت ملامحها تدخل في مرحلة التشويش منذ سنوات ليست بالقليلة

 

 كيف يحددون في مصر الممارسة السياسية؟ وما هي العوامل ذات الصلة بانخراط المواطن المصري في العمل السياسي؟

فابيولا بدوي:الممارسة السياسية لم تتشكل ملامحها في مصر بالشكل الذي يمكن أن نناقشه أو الذي يجعلها واضحة بما لها وما عليها. أن تكون هناك ممارسة حقيقية للمواطن المصري في العمل السياسي، فهذا يعني أولا وأخيرا وجود أحزاب قوية، ومفردات للمجتمع المدني قادرة علي استيعاب هذه الممارسات. الآن لدينا عدد هائل من الاحزاب خصوصا في الاربع سنوات الأخيرة، ولكن هذا لا يعني أن هناك ممارسة سياسية للمواطنين بالمعنى الحقيقي، كما أنه ليس بالشيء الغريب، ففي اليابان علي سبيل المثال بعد الحرب ظهر علي السطح ما يقرب من 500 حزب لم يبق منهم سوى اربعة أو خمسة أحزاب الآن.

بداية يجب أن تكون هناك عملية فرز حقيقية تفضي بنا إلي أحزاب قوية ومؤسسات مجتمع مدني مبنية علي أسس سليمة. حينها يمكننا الحديث عن كيفية تحديد الممارسة السياسية والعوامل ذات الصلة بها.


قلت مرة ان المصري هو اول من كتب التاريخ وعليه ان يعيد صياغته؟ ماذا تقصدين منذلك؟ هل البحث عن مكانة كانت لمصر على عهد الراحل جمال عبد الناصر؟ أم لتخطي حالة الانحباس التي شلت فعاليتها الاقليمية و العربية في أعقاب " كامب ديفيد"؟

فابيولا بدوي: حينما أتحدث عن فأنني أتحدث عما هو أبعد وأقدم بكثير من عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. أتحدث عن أمجاد ومراحل انبطاح وقدرة فائقة كانت موجودة علي التغلب عليها. أتحدث عن إعادة صياغة التاريخ وليس تقليده أو نقل صورة عنه.

بصدق، لم أعد أتوقف أمام نموذج بعينه وأحاول أن أرى في الحاضر ملامح منه أو أن ألبس الحاضر بعض سمات الماضي، كما أني لا أتوقف عند مرحلة بعينها. فحالة الانحباس، إذا ما صح التعبير، لا تتمركز فقط في كامب ديفيد، بل في العديد من المتغيرات التي طرأت علي مجتمعاتنا، وتشمل فيما تشمله ظهور الجماعات الاسلامية علي السطح في السبعينيات من القرن الماضي بكل ما تحمله من أفكار وممارسات.

لا أتصور أن البحث عن النموذج الذي نعرفه هو السبيل لتخطي ما نحن فيه، بل الأفضل الالتفاف حول نموذج جديد قادر علي التعايش مع مفردات الحاضر، متمتعا بعراقة الماضي، متطلعا لمستقبل نستحقه ونتلمس خطاه

 

من مرحلة" ارفع رأسك يااخي" التي سعت الناصرية لتكريسها مصريا وعربيا، إلى ارتداد طال الفكروالثقافة والسياسة،ما هو تشخيصك لوضعية مصر الراهنة؟ ما هي القوة المؤهلة  لقيادة نضال شعب مصر في افق دولة" المسلمين والمسيحيين" الديموقراطية ، المستجيبة لتطلعات المصريين وحقهم في العيش  الكريم؟

فابيولا بدوي: ماذا لو استبعدنا الكلمات والعبارات الرنانة مثل نضال شعب وقوة مؤهلة للقيادة وما شابه، وقبل هذا وذاك لا يوجد شيء اسمه دولة " المسلمين والمسيحيين الديمقراطية" هذه دولة لم أسمع بها أو عنها. هناك مصر دولة وشعب وأرض فقط. من مرحلة ناصر حتى مرحلة حكم الاخوان قد مررنا بالفعل بانتكاسة فكرية كبيرة، هذا حقيقي. ولكن في المقابل هناك اشارة ضرورية... الرئيس عبد الناصر لم يمهله الموت فترة كافية حتى تترسخ مبادؤه في الأذهان، وتصبح قوة قادرة عل حماية غالبية الشعب من التصدع عن أول هبة رياح. نفس الوضع بالنسبة للرئيس السادات، فسواء ما اتفقنا فيه معه أو اختلفنا عليه، لم تتاح له الفرصة لتأكيده لدى المواطن.

هي تجارب ثمينة مرت بنا وعلينا ولكن الأقدار قد تدخلت لتنهي التجربة قبل أن تصقل بالشكل الذي يضمن حمايتها. أما عهد الرئيس الأسبق فكان خليط من هذا وذات، لهذا لم تستمر سوى التجارب التي ناصبت العداء للجميع، مثل الاخوان.

اليوم نحتاج إلي العديد من القوى القادرة علي صهر التجارب التي لم تأخذ حقها ووقتها مع المتغيرات الحالية في العالم من حولنا، وانتاج تجربة جديدة تماما يقبلها عقل ووجدان المواطن الباحث عن جوهر هويته قبل بحثه عن تفاصيل حياته اليومية. فحينما نجد من يحاول النيل من هذه الهوية، أتصور أن المصري يؤجل الكثير من أحلامه الخاصة في سبيل مصريته.

وحينما نعود لمصريتنا سوف نجد أنفسنا تلقائيا في البلد القادر علي استعابنا جميعها مع تباين أفكارنا ومعتقداتنا.

 

قال هيرودوت"مصر هبة النيل" واضافت فابيولا بدوي"هبة النيل والشباب" أي مكانة  يحتلها اليوم الشباب ـضمن مقاربة النوع الاجتماعي ـفي صناعة مستقبل مصر؟  ما نسبة  انخراطه في  العمل السياسي  المباشر؟  وفي أي خانة يمكن تصنيف هذا الانخراط؟

فابيولا بدوي:لا علاقة لما أعنيه من قريب أو بعيد بكافة ما قيل حول الشباب منذ 25 يناير وحتى الآن. الشباب طاقة هائلة في مصر علي مستوى العدد والطاقات. من حق الشباب علي الدولة أن تجد له وظيفة مناسبة بعد تخرجه، وأن تتبنى موهبته في حال تميزه. وأن تتوفر له مؤسسات مدنية للممارسة العمل السياسي. وأن تتاح له حرية الرأي والتعبير بما يتفق والنصوص الدستورية والقوانين المكفولة في البلاد. من حقه أن يتدرج في الوظائف بحسب امكانياته وتفوقه وليس بحسب عمره. ومن حقه أيضا أن يحصل علي ما يساعده في حال توجهه للمشروعات الصغيرة وماشابه. حينما تتوفر هذه المقومات لا جدال أن مصر بشابها قوة صاعدة لا يستهان بها.

أما ما يحدث في الاربع سنوات الأخيرة فهو ما يطلق عليه بامتياز، المراهقة السياسية والمزايدة التي لا معنى لها. دعونا من انظروا الي العالم ومايحدث فيه وما بين توني بلير وأوباما وغيرها نجد الأمثلة ولا حرج، وتناسى الجميع عن عمد أن أحدا منهم لم يأت من ميدان ولم يقفز قفزا إلي ما وصل إليه.

علي المستوى الاجتماعي شبابنا يعاني من الاحباط، وعلي المستوى السياسي لا توجد لدينا كوادر شبابية مدربة بشكل سليم حتى علي المستوى الحزبي فنحن لم تكن لدينا أحزاب قوية من الأساس.

شبابنا ثروة يجب أن نعرف كيف نتعامل معها ونستثمرها ونحافظ عليها. حينها بشكل عملي سوف يكون لدى مصر حضارتها ونيلها وشبابها.

 

تجربة صعود مرسي كرئيس منتخب تم ابعاده من طرف الجيش ساءلت جملة مفاهيم تتحدد في ضوئها دولة المؤسسات، طبيعة نظام الحكم فمن جهة نزوع الاخوان للهيمنة عبر ما نظر إليه حينها على انه احتواء مؤسسات الدولة وجعلها ملحقات تابعة للاخوان،ظهور الجيش بمظهر القوة التي تحدد ما يجب ان يكون اختيارا شعبيا ثم المدافعين عن شرعية رئاسة لا مكانة لمصالحهم ضمن برنامجها السياسي؟  كيف تقرئين هذه العناصر المفارقة؟وعلى ماذا تؤشر في الوضع المصري الراهن؟

فابيولا بدوي:بالشكل الذي طرحته في السؤال سوف تكون القراءة خاطئة من الأساس. بالفعل صعد د. محمد مرسي كرئيس منتخب، ولكنه لم يبعد من قبل الجيش. فالجيش أي جيش قادرة علي إزاحة من هو في الحكم، ولكنه غير قادر بالمرة على دفع أعداد هائلة من المواطنين للخروج، خصوصا لدينا في مصر علاقة الجيش بالمواطن ليست بالعلاقة اليومية المباشرة. إذن نحن أمام مشهد مغاير لما طرحته، أمام شعب رفض هيمنة الاخوان وقرر التمرد علي هذه الهيمنة فدعمه جيش بلاده من منطلق واجبه تجاه هذا البلد وشعبه. أما ظهور الجيش بمظهر القوة التي تحدد خيارات الشعب، فهذا هو العبث بعينه. جيش مصر قوي بما يكفي ولا يؤشر لقوته تحديده لخيارات الشعب ولا معنى له أو موقع من أي إعراب، بل يعرف القاصي والداني أنه جيش قوي، ولن أزايد بكلمات لاظهار هذه القوة. الجيش لم يحدد خيارات لشعب، بل انضم للشعب في خياراته. وهذا هو اللبس الذي اتمنى ألا يقع فيه أحد، لا لشيء ولكن لأنه يمس خيارات شعب في سواده الأعظم.

حتى الآن لا أرى مفارقة في المشهد، بل يسير سيرا طبيعيا جدا يتسق تماما والأحداث، هناك شعب أزاح جماعة، أفرادها وقيادتها في الخارج وكل من يتحالف معها يحاول الحفاظ علي مكاسب ووجود هذه الجماعة. أي مفارقة في هذا. من جهة أخرى يؤشر هذا الوضع إلي أنه في نهاية الأمر لن يصح إلا الصحيح، ولنا أن نستشهد بالمقولة الشهيرة (ما سقط هو ما كان يجب أن يسقط) والآتي حتما أفضل، علي الأقل لأنه يتم في ظل تعددية سوف تتضح ملامحها وتثبت قوتها مع الوقت,.    

ليست هناك تعليقات: