نيويورك تايمز: المصريون ينعمون بالاستقرار والسيسي حصن ضد الفوضى
قال الكاتب ديفيد كيركباتريك:
إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد صورته أمام الرأي العام الدولي كرجل دولة يحظى
بالاحترام والتقدير فى المنطقة من خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة
.
وأوضح كيركباتريك في
مقال للرأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية،اليوم الأربعاء،أنه مع
عودة السيسي من زيارته الأولى للأمم المتحدة،أشادت وسائل الإعلام المصرية بأدائه هناك
ووصفت الخطاب بأنه لحظة تحول للرئيس المصري بل وحتى للجمعية العامة للأمم المتحدة،لافتًا
إلى أن السيسي استطاع "تغيير الطريقة التي يلقي بها الرؤساء الخطب في الأمم المتحدة"،
من خلال إنهاء خطابه في أواخر الشهر الماضي وهو يهتف بشعار حملته "تحيا مصر".
ووصف الكاتب المشهد
الفريد من نوعه في مقر الأمم المتحدة، عندما لقي السيسي تصفيقا حارا من قادة العالم
المجتمعين بعد هتافه "تحيا مصر". ورأى كيركباتريك أن السيسي استطاع أن يمحو
صورة كانت فى أذهان البعض أن ما حدث فى مصر فى يونيو 2013 " انقلابا " وليست
ثورة .
وذكر أن حكم السيسي
أصبح يعتمد على قوة شخصيته وشعبيته الجارفة بشكل غير مسبوق، من خلال الدعم الذي يلقاه
في الدولة المصرية ومن قبل حلفائه، وهو الأمر الذي عزز من سلطته وتوج كل ما قام به
منذ اندلاع ثورة 30 يونيو. ولفت كيركباتريك إلى أن جميع الدبلوماسيين كانوا في حالة
من الصمت والاستمتاع خلال كلمة السيسي خاصة عندما قام الوفد المرافق للسيسي بالتصفيق
بعد ترديده لجملته المشهورة "تحيا مصر" .
وأشار إلى تصريح خالد
فهمي أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية في القاهرة، والذي قالفيه إن ما يحدث الآن يعد
سابقة في التاريخ المصري الحديث وكل ذلك مجرد بداية لظاهرة جديدة في حكم مصر. ودلل
كيركباتريك على ذلك من خلال اتخاذ السيسي إجراءات لم يجرؤ أحد من رؤساء مصر السابقين
على اتخاذها مثل رفع الدعم عن أسعار الوقود والتي كانت تعد أمرا غير قابل للمس بدون
أي معارضة أو احتجاجات تذكر من الرأي العام أو الشارع المصري، بالإضافة إلى مواقفه
المضادة لحركة حماس في غزة حتى وقت الحرب الإسرائيلية.
واشار السيسي إلى المخاوف
من حالة الفوضى التي اجتاحت الدول المحيطة، مستخدما جملته المشهورة "لسنا سوريا
أو العراق". ونقل عن خالد فهمي قوله" استطاع السيسي تقديم نفسه على أنه
"الحصن" ضد الفوضى، وأن السيسي تجاوز قدرة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر
على قيادة وكسب ولاء العديد من المؤسسات المنقسمة وشبه المستقلة عن الدولة المصرية
الحديثة،بما في ذلك الجيش والداخلية قوات الأمن واجهزة الاستخبارات والقضاء.
وسلط كيركباتريك الضوء على وصف دبلوماسيين غربيين اجتمعوا مع السيسي بأنه شخصية
"واثقة بابتسامة مرحه" ولكنه "عنيد بهدوء"، وأن ابتسامته، وإيماءاته
وأصواته مشجعة على التعاون والتفاوض، ولكن في الوقت نفسه يرفض بشدة أن ينحني للطلبات
الغربية أو للضغط. ورأى في ختام مقاله أن الصعوبات الحقيقية أمام نظام السيسي، كما
يعتقد، تتمثل في الغرب; فحتى الآن مازالت المساعدات الأمريكية معلقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق