الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

زواج السترة و جهاد الشهوات


سمعنا بزواج المتعة وزواج المسيار والسياحة وغيره من أشكال الزواج. ومنذ أيام ظهر ما يسمى (زواج السترة) في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن. وفي فترة الاحتلال الأمريكي للعراق انتشر بين طالبات الجامعات العراقية، زواج محدد بفترة زمنية وخرج من السرية إلى العلنية.

إن زواج السترة ظاهرة جديدة من إفرازات الأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية، وهو عنوان يضاف إلى قائمة أنواع الزواج.


و قد دعا الكثير من السلفيين في البلدان العربية إلى الزواج من السوريات لسترتهن ولا تتعدى مهرهن 3 آلاف جنيه، وآخرون دعوا إلى "جهاد النكاح" أي تهب المرأة نفسها لأفراد الجيش الحر.

البداية كانت فى تونس فقد انتشرت فتوى مجهولة المصدر على الإنترنت مثيرة للجدل تبيح "جهاد النكاح" في سورية وتدعو الفتيات إلى دعم المقاتلين في سورية بالنكاح.

وكانت مواقع إخبارية وشبكات اجتماعية افتراضية تناقلت فتاوى تصدر من مواقع مؤيدة للنظام السوري تتولى الترويج لها في تصرف يُفهم منه أن هدفه تشويه صورة المقاتلين الإسلاميين.

وعلى الرغم من غرابة الفتاوى، إلا أن هناك ما لا يقل  عن 13 فتاة تونسية إلى حتى الآن  اقتنعت بها، وخاصة بعد ان أبلغت عائلات تونسية عن اختفاء بناتها المراهقات وسط ترجيحات بسفرهن الى سوريا من أجل جهاد النكاح أي التطوع لإشباع الحاجات الجنسية لرجال يقاتلون القوات النظامية في سوريا.

وأعلنت وزارة المرأة والأسرة تسجيل حالات اختفاء عدة للأطفال المراهقين اثر ظهور شبكات متخصصة تستهدف الشباب والأطفال من الجنسين لتجنيدهم عبر ممارسة التجييش الفكري والعقائدي .

ودعت الوزارة التونسيين إلى تكثيف الإحاطة بأبنائهم وتوعيتهم بخطورة الانجراف وراء هذه الدعوات التي تستغل عوامل انعدام الفكر النقدي ونقص الثقافة الدينية لديهم من أجل زرع أفكار التعصب والكراهية وإرسالهم الى بلدان تعيش صراعات داخلية بدعوى الجهاد.

وعلى رغم أن هذا النوع من الفتاوى لم يصدر عن أي رجل دين تونسي أو مؤسسة دينية تونسية رسمية كانت أو أهلية، إلا أن ذلك لم يمنع عدداً من الفتيات التونسيات من السفر لـ "جهاد النكاح" في سورية، ويعود ذلك بحسب بعض المحللين إلى التأثر الشديد من قبل عدد من الشباب التونسي بالشيوخ السلفيين في الخارج.

الأمر الأبشع أن تونس أفاقت  على فيديو انتشر كثيراً على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيه ذوو فتاة متحجبة تدعى "رحمة" أكدوا أنهم لم يجدوها في المنزل صباحاً وقد علموا بعد ذلك أنها توجهت إلى سورية لتطبيق "جهاد النكاح"، مع العلم أن الفتاة لم تتجاوز 18 ربيعاً.

واعتبرت عائلة الفتاة التي عادت بعد ذلك إلى عائلتها التي تعمدت إبعادها عن الأنظار، أن "رحمة" ليست متشددة في الدين لكنها خضعت لتأثير زملاء لها في الدراسة عُرفوا بانتسابهم إلى التيار السلفي الجهادي ومن الأرجح إن يكونوا قد "غسلوا دماغها" وأقنعوها بالسفر إلى سورية "لمؤازرة المجاهدين هناك".

وعلى موقع تويتر ستجد الكثير من الدعاوى لتفعيل "جهاد النكاح" فى مصر ، فقد دعا "شخص" يدعي مؤمن على موقع تويتر عبر حسابه الخاص إلى هذا النوع من الجهاد مدعيا انه أرسل ابنته الصغيرة ذات الـ 8 أعوام إلى سوريا لكي تجاهد هناك ، في حين اخذ يدعو المصريين للزواج من السوريات وقال انه يبحث عن فتيات من الشام لا يتعدي عمرهن الـ 14 عاما ليزوجها لأبنائه ..متسائلاً المعجبين بصفحته "هل يوجد برامج تحمل على الهاتف الذكي يتم بها فحص العذرية عن بعد؟!". 


المفارقة أن انتشار خبر زواج السترة، ترافق مع خبرين نُشرا في بعض الصحف العربية، وفي عدد من المواقع الإلكترونية. الخبر الأول: تقدَّمت إسرائيل بطلب رسمي لمصر منذ أسابيع، تطلب فيه استيراد 100 ألف حمار لاستخدام جلدها، في بعض الأبحاث العلمية المتعلقة بمرض السرطان. والخبر الثاني يقول، تقدمت شركة (كوما هو) اليابانية لصناعة الأدوية، بعرض للحكومة المصرية منذ عامين تقريباً، بطلب شراء مليون حمار مصري لإنتاج دواء من الحمير في صفقة مالية تقدر بنصف مليار دولار. والحمار المصري، حسب الشركة اليابانية وبعد التجارب، هو الأنسب لصناعة دواء ياباني يُصدّر إلى دول شرق آسيا.

من قراءة هذه الأخبار يتبين للقارئ، لماذا تقدمت اليابان التي تبحث عن الحمير في مصر لصناعة الدواء لعلاج المرضى، ولماذا لا يزال العرب في آخر القائمة؟

ويدخل في قائمة بيع وشراء البشر البنات القاصرات في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن. وأطلق على هذا الزواج (زواج الصفقة) و(زواج السترة). وكما سماه الأستاذ بشار الجعفري، ممثل سورية في الأمم المتحدة، ب (جهاد الشهوات). وال (جهاد) من (المجاهدين) الذين يهاجرون إلى سورية أو الدول المجاورة لها، للزواج من سوريات بجهاد النفس وحمايتها من الشهوات عن طريق الزواج.

وبدأ الفقهاء بتلاوة الاجتهادات والترويج والدعوة لهذا النوع من الزواج، بذريعة حماية البنات القاصرات من التشرد والاغتصاب. لكن لا يوجد قانون يحمي هؤلاء ويضمن حق الزوجة. فرجل أردني عمره 70 عاماً، تزوج طفلة سورية عمرها 12 عاماً!

وفتحت أبواب الرزق لمن لا عمل له. وانتشرت مكاتب الزواج من القاصرات السوريات في مخيمات اللاجئين في الأردن وليبيا والجزائر. وبمئة أو مئتي دينار أردني يمكن للعجوز أو الشاب أن ينتقي حورية من (حوريات الشام). وردد كثيرون (من لم يتزوج شامية - أي سورية - مات أعزب). وتقدم سعوديون بطلبات إلى السفارة السعودية في الأردن للموافقة على الزواج من المخيمات. ويقولون إن الأسعار تختلف من بنت إلى أخرى، وذلك حسب طولها وقصرها وتورُّد خدَّيها وقطر خصرها ونحافتها وسمنها وعرض كتفيها وطول عنقها وذراعيها..

ليست هناك تعليقات: