اعتبرت
مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن ماضي "الجماعة الإسلامية"،
يشكل عقبة في طريقها السياسي، متوقعة لهذا السبب أن يصب التراجع في شعبية "الإخوان
المسلمين"، في صالح السلفيين، وليس الجماعة التي انخرطت في موجة عنف مع النظام
السابق، بلغت ذروتها في تسعينيات القرن الماضي.
ورأى
الدكتور عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، أنًّه لمن
الصعب على "الجماعة الإسلامية" توسيع قاعدتها الشعبية؛ ونظرًا لذلك، فإن
أي تراجع في شعبية جماعة "الإخوان المسلمين"، فمن المحتمل بدرجة كبيرة أنْ
يُصب في صالح الأحزاب السلفية الأكثر انتشارًا أكثر من الجماعة.
ونقلت
المجلة عن شاهين قوله: إنني أعتقد بأنْ يظل ماضي الجماعة الإسلامية "المتطرف"
عائقاً في طريقها؛ فلا يزال الكثير من المصريين يشعرون بالريبة تجاهها؛ نظراً لماضيها
الإرهابي.. فتوسيع قاعدتها الشعبية سيتم بشكل متباطئ خارج نطاق أنصارها الحاليين، رغم
عدولها عن تبني أعمال العنف لسنوات طويلة.
وأشار
إلى أنَّ الجماعة قد أدركت أنَّ تبني سياسة العنف في حالة الشدة والقمع ليس حلاً لإحداث
التغيير، ولفتت إلى أنه على الرغم من اعتبار البعض "الجماعة الإسلامية" هي
الأ محدوداً.
وذكرت
الصحيفة أنَّه في الانتخابات البرلمانية السابقة والتي خاضتها تحت مظلة حزب "النور"
السلفي، حصلت على 13 مقعداً من مجموع 498 مقعدا، وهذا يعد إنجازاً متواضعاً، على حد
قولها، إلا أنَّه متقدماً بعض الشىء عما حققته الأحزاب اليسارية والعلمانية.
وأوضحت
أنًّ البعض يدعم الجماعة الإسلامية، على وجه التحديد، لأنهم يعتبرون أعضاءها أصحاء
العقيدة، خاصة فيما يتعلق برؤيتهم للدولة الإسلامية.
وأشارت
إلى اختلاف أيديولوجية الجماعة مع جماعة الإخوان المسلمين، وبقية الأحزاب السلفية،
وقالتْ إنَّهم يتبنون نهجاً أكثر عملية، ويتجنبون الخوض في الكثير من الأمور المختلف
عليها في الدين، وتثير الانقسام مثل قضية حقوق المرأة، لمحاولة جذب الناخبين المعتدلين،
وحتى يظلوا الوجه المقبول للإسلام في الغرب.
ونقلت
عن حامد عبد اللطيف، بائع ملابس قوله إنَّ جماعة الإخوان تخلط ما بين الدين والسياسة؛
إلا أن الجماعة الإسلامية ليست كذلك فهي تعلم ما هو الدين، وما هي السياسة.. فالسياسات
من الممكن أنْ تتغير؛ إلا أنَّ الدين أمرٌ ثابتٌ.. فقيم الدين والتي هي العدالة والمساواة
لا يمكن تحقيقها إلا على يد الجماعة الإسلامية.
كثر
تمسكاً بتطبيق الشريعة بخلاف الإخوان والسلفيين؛ إلا أنَّ تأثيرها لا يزال
واستعرضتْ
المجلة تاريخ الجماعة الإسلامية الذي يعكس رؤيتها المتطرفة في البداية، والذي كان يتخذ
من العنف وسيلة لإحداث التغيير، وكان أبرزها قيامها بعملية اغتيال الرئيس الراحل أنور
السادات، اعتراضاً على سياساته، إلا أنّ عبود الزمر أبرز قاداتها أعرب فيما بعد، أنَّه
كان من الأفضل العدول عن فكرة الاغتيال تلك، والتي ساهم في التخطيط لها وتنفيذها. -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق