كشفت
الاذاعة الاسرائيلية أمس عن أن الكنيست الإسرائيلية بحثت إقرار قانون يسمح بزيادة عدد
المستوطنين اليهود بدخول المسجد الأقصى المبارك، تمهيداً لفرض تقسيمه على غرار الحرم
الابراهيمي في مدينة الخليل، في وقت أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن
"الإسرائيليين والفلسطينيين جادون بشأن السلام".
وأعلن
مدير عام "وزارة الأديان" الإسرائيلي، خلال جلسة الكنيست أن الوزارة ستسعى
إلى "تعديل قانون" السماح لليهود بأداء طقوسهم في المسجد الأقصى، موضحاً
أن لجنة برلمانية كُلفت دراسة الموضوع، لتمكين اليهود من الصلاة في الموقع المقترح
للصلاة في المسجد.
واعتبرت
"وزارة الأديان" الإسرائيلية هذه المساعي ضرورية لتمكين المصلين اليهود من
أداء طقوسهم بحرية، وأن منعهم يعتبر خرقاً "لحرية العبادة"، وأن الوزارة
تسعى لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود.
وأعرب
موشيه فيغلين، العضو المتطرف من حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو، عن استغرابه من عدم التقسيم قائلاً: "كيف نقبل بحقيقة أنه ليس من حق
اليهود الصلاة في المكان الأكثر قدسية بالنسبة لهم".
واعتبرت
رئيسة اللجنة البرلمانية ميري ريغيف أن "منع اليهود من الصلاة على جبل الهيكل
(المسجد الأقصى) هو تمييز لا يمكن احتماله وخرق لحرية العبادة".إلى ذلك، أعلن
ناطق باسم إدارة جيش الاحتلال، موافقة الحكومة الاسرائيلية على بناء 296 وحدة سكنية
في مستوطنة "بيت إيل" الملاصقة لمدينة رام الله.
وأكد
الناطق العسكري أن "الإدارة العسكرية أعطت موافقتها على بناء 296 وحدة سكنية في
بيت إيل، وهي المرحلة الأولى المطلوبة قبل انطلاق أعمال تنفيذ البناء على الأرض"،
مضيفاً: "إن بناء هذه الوحدات السكنية يندرج في إطار اتفاق تم في حزيران الماضي
مع مستوطنين أقاموا من دون تصريح في مساكن في حي أولبانا في بيت ايل. وكان هؤلاء المستوطنون
وافقوا على مغادرة المكان من دون معارضة مقابل وعد ببناء نحو 300 وحدة سكنية.
ويأتي
الإعلان عن بناء الوحدات السكنية في بيت إيل بعد يومين فقط عن أنباء تحدثت عن إصدار
نتنياهو قراراً بتجميد الاستيطان من دون إعلان حتى منتصف شهر تموز القادم. من أجل إعطاء
فرصة للولايات المتحدة لإطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين المتوقفة منذ أيلول 2010.
وفي
السياق نفسه، طمأن وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون مستوطني الضفة المحتلة بأن السلطات
الاسرائيلية أقرت حملة واسعة من المشاريع الاستيطانية، التي ستبدأ بتنفيذها قريباً،
معتبراً المصادقة على المخطط لبناء 296 وحدة سكنية في الضفة مجرد انطلاقة لهذه الحملة
التي ستشمل مستوطنات الضفة والقدس.
وكان
يعلون قد التقى امس بمستوطني الضفة بعد احتجاجاتهم على تعهد نتنياهو ومطالبتهم بتكثيف
البناء الاستيطاني في الضفة.
وأدانت
الرئاسة الفلسطينية بشدة موافقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 296 وحدة استيطانية في
مستوطنة "بيت إيل" قرب مدينة رام الله.
واعتبر
الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي، قرار الحكومة الإسرائيلية بأنه
تخريب لعملية السلام وجهود الإدارة الأميركية، خصوصاً جهود الرئيس باراك أوباما ووزير
خارجيته جون كيري الذي يتحرك بشكل مكثف في المنطقة. وأوضح أن الرئاسة تقرأ هذا القرار
باعتباره رسالة للإدارة الأميركية، وضرب لعملية السلام ضمن مخطط كان أبرز معالمه اقتحام
المستوطنين أول من أمس الأربعاء للمسجد الأقصى المبارك.
وأوضح
أبو ردينة أن الحكومة الإسرائيلية تهدف من وراء هذه القرارات جر المنطقة إلى العنف
بدل السلام والاستقرار، وهذا يدلل على أن حكومة نتنياهو غير معنية نهائياً بإحلال السلام
في المنطقة.
يشار
إلى أن كيري سيصل إلى المنطقة في العشرين من الشهر الجاري، في زيارة رابعة له ضمن جهود
استئناف عملية التسوية، وسيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو. وكان الوزير
الاميركي قد أعلن أن واشنطن تحاول إحياء محادثات التسوية خلال فترة قصيرة.
والجدير
بالذكر، أن أكثر من 360 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية المحتلة ومئتي
ألف آخرين في أحياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق