الجمعة، 28 نوفمبر 2014

الغضب يتواصل فى المدن الأمريكية .. واقتحام مبنى مدينة فيرجسون روسيا: على واشنطن الالتفات لمشكلاتها الداخلية بدلا من إعطاء الدروس للآخرين

فى تصعيد للاحتجاجات العنيفة التى تشهدها العديد من المدن الأمريكية بعد قرار هيئة المحلفين بعدم توجيه أى اتهام لضابط الشرطة الأبيض الذى قتل شابا أسود فى أغسطس الماضى،
 اقتحم المتظاهرون أمس مقر مجلس مدينة فيرجسون بولاية ميزورى تعبيرا عن غضبهم. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي»، أن مهاجمى مجلس المدينة كانوا ضمن مجموعة تضم حوالى٢٠٠ شخص نظمت أمام مقر مجلس المدينة محاكمة صورية لرجل الشرطة الأبيض دارين ويلسون، الذى قتل الشاب الأسود مايكل براون، وردد المتظاهرون شعارات تنتقد الشرطة.
وكانت وسائل الإعلام الأمريكية، ذكرت أمس الأول - الأربعاء - أن شرطة فيرجسون تعرضت لإطلاق نار كثيف، حيث أصيب اثنان من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف بى آي» بطلقات نارية، لكنها لم تعرض حياتهما للخطر. وأضافت أن المتظاهرون أحرقوا عشرات المبانى الحكومية، كما تم إشعال النيران فى العديد من سيارات الشرطة و المتاجر، بينما نهبت مجموعة من المحتجين محتويات بعض المتاجر.
ومن جانبها، أغلقت الشرطة الأمريكية فى فيرجسون جميع المبانى الحكومية فى منطقة سانت لويس، وألقت القبض على حوالى ١٣٠متظاهرا، كما استخدمت رذاذ الفلفل والهراوات لتفريق المتظاهرين.ومن جانبه، أكد جاى نكسون حاكم ميزورى، أنه لن تتم إعادة انعقاد هيئة المحلفين العليا مرة ثانية، وأضاف أن الحكم الذى أصدرته نهائى ويجب احترامه.
فى الوقت نفسه، أدت المظاهرات المشحونة بالتوتر العرقى إلى زيادة استثنائية لمبيعات الأسلحة لدى البيض فى ولاية ميزورى، حيث كشف مركز «ألتيميت ديفينس فايرينج رينج آند ترايننج سنتر» المتخصص فى بيع الأسلحة فى منطقة سانت لويس، أن عدد قطع الأسلحة التى تباع يوميا يتراوح بين ٢٠ إلى٣٠، بينما كان يباع فى السابق ما بين ٣ إلى ٥ قطع فى اليوم الواحد، و لم تقتصر المظاهرات على ولاية ميزورى، بل تشعبت إلى ١٣ مدينة أمريكية.
ففى مدينة أوكلاند بكاليفورنيا، نهب محتجون عددا من المتاجر، من بينها متجر لبيع السيارات وأحرقوا إطارات السيارات، وأقامت مجموعة من المتظاهرن حاجزا فى أحد الشوارع، ثم أضرموا فيه النار، بينما أشعل آخرون النار فى صناديق قمامة وأغلقوا تقاطعات العديد من الطرق.
و فى لوس أنجلوس، عرقل المتظاهرون حركة المرور على الطريق السريع رقم «١٠١»، احتجاجا على اعتقال السلطات لـ ١٨٣ شخصا بسبب الاحتجاجات السلمية، بينما أصيب أحد عناصر الشرطة، كما أغلق المتظاهرون فى مدينة سان دييجو الطريق السريع «رقم ٥».
و لم تقتصر المظاهرات على المدن الأمريكية فقط، بل امتدت إلى لندن، حيث تظاهر حوالى ألف شخص أمام السفارة الأمريكية تعبيرا عن التعاطف مع المظاهرات الغاضبة بسبب مقتل براون، وكرروا الشعارات نفسها التى رفعت فى فيرجسون مثل «حياة السود غالية» و»ارفع يديك ولا تطلق النار».
ودوليا، تحدثت روسيا عن أحداث الشغب فى فيرجسون والاحتجاجات فى أرجاء الولايات المتحدة كدليل على أن السياسيين فى واشنطن «منافقون» ولا يحق لهم أن يعطوا موسكو دروسا فى حقوق الانسان.
وقالت وزارة الخارجية الروسية - التى أصدرت بيانين بشأن الاضطرابات - إن الولايات المتحدة يجب عليها أن «تركز على المشكلات الداخلية الواسعة النطاق مع حماية حقوق الانسان» بدلا من أن تعظ الآخرين.

ليست هناك تعليقات: